تواصلت لليوم الثالث على التوالي فعاليات “الملتقى الحواري لبناء الوعي”، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، في إطار استراتيجية شاملة تستهدف تعزيز وعي طلاب الجامعات والمعاهد بقضايا الوطن، وتمكينهم من أدوات التحليل والتفكير النقدي، ضمن توجهات الجمهورية الجديدة.
وشهدت فعاليات اليوم الثالث حضورًا لافتًا وتفاعلًا واسعًا من الطلاب، في سلسلة من اللقاءات الحوارية التي جمعتهم بكبار المسؤولين والخبراء، إذ أكدت الوزارة أن هذه اللقاءات تمثل أداة مباشرة لبناء جيل واعٍ ومؤهل للمشاركة الفاعلة في الشأن العام.
وأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن تنظيم هذه الفعاليات يأتي ترجمة لتوجهات الوزارة الرامية إلى ترسيخ ثقافة الوعي، وصقل مهارات القيادة لدى الطلاب.
وأوضح أن اللقاءات الحوارية تتيح فرصًا حقيقية للتدريب والمشاركة، وتُعد أحد محاور خطة تطوير التعليم العالي عبر إعداد كوادر شبابية قادرة على الإسهام في نهضة المجتمع.
وجاءت أبرز فعاليات اليوم بلقاء حواري موسع حول الخطة الاستراتيجية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بحضور الدكتور عمرو عثمان، مدير الصندوق، الذي استعرض جهود الصندوق في تنفيذ البرامج التوعوية داخل الجامعات بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، في إطار الخطة الوطنية الشاملة لمكافحة تعاطي المخدرات.
وأشار عثمان إلى أن 75% من المتطوعين العاملين في الصندوق هم من طلاب الجامعات، مؤكدًا أن إشراك الشباب في حملات التوعية وتنفيذ الأنشطة الميدانية يعزز من دورهم الحيوي في حماية زملائهم وبناء مجتمع أكثر وعيًا. كما تناول اللقاء أهمية العمل التطوعي في تشكيل الشخصية وتعزيز الانتماء.
وفي سياق متصل، عقدت جلسة بعنوان “مهارات القيادة في بيئات الابتكار”، أدارها الدكتور محمد فوزي والي، الخبير الدولي وأستاذ تكنولوجيا التعليم، الذي طرح عددًا من المفاهيم الحديثة في القيادة، مشددًا على أن القائد الناجح هو من يلهم الآخرين بأفعاله، ويوازن بين الحزم والتواضع، وبين الطرافة والجدية.
وشهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا مع الطلاب حول مفاهيم القيادة الموقفية، وسلوكيات القائد المبدع، وأدواره في بيئات العمل الحديثة، إضافة إلى مجموعة من الأسئلة الجوهرية حول طبيعة القيادة، وهل تُكتسب بالتعلم أم تولد بالفطرة، وهل للقائد مواصفات جسدية أو عمرية محددة.
واختُتم اليوم الثالث بجولة ثقافية وتراثية إلى شارع المعز ومنطقة الحسين، هدفت إلى تعزيز ارتباط الطلاب بهويتهم المصرية، وتنمية وعيهم الحضاري من خلال التفاعل المباشر مع معالم التاريخ والتراث، في مشهد يعكس التقاء الوعي بالهوية، والثقافة بالانتماء.
ويأتي الملتقى ضمن سلسلة فعاليات تنفذها وزارة التعليم العالي لإعداد جيل من الشباب الواعي القادر على اتخاذ القرار، والتفاعل الإيجابي مع قضايا وطنه، بما ينسجم مع رؤية الجمهورية الجديدة.