الأحد 27 أبريل 2025 12:38 مـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

صحيفة الخليج الإماراتية

ماذا بقي من روح ثورة يوليو؟

السبت 22 يوليو 2017 08:22 مـ 28 شوال 1438 هـ
صحيفة الخليج الإماراتية
صحيفة الخليج الإماراتية

كلمة الخليج

تحل اليوم ذكرى قيام ثورة 23 يوليو المصرية عام 1952، برمزها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي لا يزال حاضراً في وجدان المصريين والعرب للدور التاريخي الذي قام به مع بقية رفاقه من أعضاء مجلس قيادة الثورة، والذي قاد مصر في واحدة من أصعب المراحل التي مرت بها، تعرضت خلالها للكثير من التحديات، لعل أبرزها العدوان الثلاثي عام 1956، الذي قادته كل من فرنسا وبريطانيا و«إسرائيل» ومن بعده حرب 5 يونيو/‏‏ حزيران من العام 1967، التي أيقظت الترهل الذي أصاب الجيش المصري، وكان سبباً وحافزاً لتحقيق الانتصار الأكبر ضد «إسرائيل» عام 1973، والذي عرف ب«حرب أكتوبر».
ليس هنا المجال لتقييم ثورة يوليو، فهذه مسألة تحتاج إلى دراسات وبحوث تسلط الضوء على ما قامت به هذه الثورة العظيمة في تاريخ مصر والدول العربية كافة من المحيط إلى الخليج، لكن من باب الإنصاف يجب التأكيد على أن ثورة 23 يوليو كانت باباً دخل منه الكثير من الشعوب العربية إلى الحرية والاستقلال، فقد كان تأثير الثورة كبيراً على العديد من الدول العربية التي حصلت على استقلالها من الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي، وهو الاستعمار الذي جثم على صدور هذه الشعوب لعقود وقرون طويلة.
تأثير ثورة يوليو لم يقتصر على مصر ومحيطها العربي، بل امتد إلى خارجها، حيث ألهمت الكثير من شعوب العالم لتنتفض ضد الاستبداد، لذلك وجدت مصر نفسها في أتون مواجهة شاملة وكبيرة مع الدول الاستعمارية، التي حاولت بكل الطرق تحجيم دورها وتأثيره في محيطها وخارجه، لذلك لم تنل ثورة يوليو سوى المتاعب بسبب هذه المواقف الغربية في إطار محاولة ضرب فكرة الثورة وهدفها من الداخل.
لم تكن ثورة يوليو إذاً مصرية فحسب، بقدر ما حملت روحاً عربية وعالمية، وكان جمال عبد الناصر في قلب هذه الثورة، وفي قلب التغييرات التي حملتها روح الثورة في كل مكان كانت تصل إليه.
اليوم وبعد 65 عاماً على قيام ثورة يوليو 1952 يتساءل الكثير عما إذا بقي شيء من روح الثورة، بخاصة وسط الظروف الصعبة التي تمر بها مصر والدول العربية، والتي تشهد مزيداً من التفكك والانقسام، بعدما جاءت ثورة يوليو للقضاء عليها، حيث إن الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية تشير إلى حدوث انكسار في مسار الثورة وروحها، فالوحدة العربية التي كانت تدعو إليها لم تعد كما كانت، والحلم الذي سعت إليه الثورة لم يعد قابلاً للتحقيق، وحلت محله الصراعات الدامية داخل المجتمعات نفسها وانكفأ شعار «الوحدة العربية» ليتحول إلى رغبة في العودة إلى الماضي، ويعني ذلك العودة إلى الوضع الذي ثارت عليه ثورة يوليو وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء من أجل تغييره.
رغم ذلك تبقى ثورة يوليو رمزاً للخلاص والانتقال إلى عهد الحرية بالتخلص من الاستعمار وأدواته.