ارتبط التمر في أذهان الكثيرين بكونه حلوى طبيعية، لكنه في الحقيقة أكثر من مجرد بديل صحي للمأكولات السكرية.
هذه الفاكهة، بحجم حبة التوفي الصغيرة، تعتبر وجبة خفيفة فورية وغنية بالعناصر الغذائية التي تقدم فوائد صحية جمة، بحسب تقرير لصحيفة «التليجراف» البريطانية.
التمر .. القيمة الغذائية المذهلة
يُعد التمر منجمًا من العناصر الغذائية. فحفنة صغيرة منه (حوالي 34 جرامًا) توفر حوالي 90 سعرة حرارية و20 جرامًا من الكربوهيدرات.
كما أنه غني بالألياف والبوتاسيوم، ويُعد مصدرًا للحديد والنحاس، وغنيًا بالكلوريد والمنغنيز، بالإضافة إلى كونه مصدرًا لفيتامين B3. علاوة على ذلك، يُوفر التمر بعضًا من المغنيسيوم والكالسيوم، مما يجعله إضافة قيمة لأي نظام غذائي صحي.
الفوائد الصحية المتعددة للتمر
يقدم التمر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تدعم وظائف الجسم المختلفة:
1. يدعم صحة القلب: بفضل محتواه الغني بالألياف، يساهم التمر في حماية القلب. فقد أظهرت الدراسات أن زيادة تناول الألياف يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، والسمنة.
كما يساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار وضغط الدم، مما يعزز صحة القلب بشكل عام.
2. مفيد للأمعاء: تُعد الألياف والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الموجودة في التمور أساسية لصحة الأمعاء. فهي تغذي البكتيريا النافعة في ميكروبيوم الأمعاء وتحمي بطانة الأمعاء نفسها.
يعزز هذان العنصران معًا صحة الجهاز الهضمي، وهو ما يرتبط بتحسين المناعة والصحة العامة للجسم.
3. غني بالمغذيات الدقيقة: توفر حفنة من التمور مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية التي تساعد في تحقيق الأهداف اليومية من المغذيات الدقيقة.
- غني بالبوتاسيوم والكلوريد اللذين ينظمان توازن السوائل في الجسم، والحديد الذي يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين.
- غني بالنحاس لإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وغني بالمنجنيز، وهو ضروري لتنشيط الإنزيمات في أجسامنا، بما في ذلك تلك اللازمة لعملية الهضم.
4. خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات: يحتوي التمر على نسبة عالية من البوليفينولات، والتي تشمل بيتا كاروتين، والليكوبين، والفلافونويدات، والأنثوسيانين.
تتميز هذه المركبات بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، مما يعني أنها تساعد في حماية خلايا الجسم من التلف أو الأمراض أو السموم.
ويحظى البوليفينول باهتمام علمي كبير، حيث تشير العديد من الدراسات إلى دوره المحتمل في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسمنة أو علاجها.
5. إبطاء امتصاص الجلوكوز: يتراوح المؤشر الغلايسيمي للتمر (مقياس سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم) بين المنخفض والمتوسط.
و يرجع ذلك إلى محتواه العالي من الألياف الذي يبطئ عملية الهضم، وبالتالي يمنع الارتفاع المفاجئ لمستوى السكريات في الدم.
ولتعزيز هذا التأثير، يمكن تناول بعض تمرات مع بعض البروتين والدهون الصحية، مثل مزجه مع المكسرات أو زبدة المكسرات، مما يخفف من امتصاص الجلوكوز ويساعد على تجنب التقلبات المزاجية والعاطفية المفاجئة.
اعتدال في الاستهلاك
رغم كل هذه الفوائد، من المهم التذكير بأن كل حبة تمر غني بالسكر، سواء كان سكر الفاكهة أم لا. لذا، يجب تناوله باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن للاستفادة من خصائصه الصحية دون الإفراط في تناول السكريات.