بدأت ليبيا وقفاً جزئياً للإنتاج في حقل الشرارة النفطي، أحد أكبر حقولها النفطية، وفقاً لمصادر مطلعة على العمليات.
وأفاد ثلاثة أشخاص لديهم اطلاع مباشر على الوضع، بأن إنتاج الحقل انخفض بمقدار 30 ألف برميل يومياً ليصل إلى 230 ألف برميل يومياً اعتباراً من ليلة السبت، بعد أن تلقى المشغلون أوامر ببدء إغلاق الإنتاج جزئياً. فضل هؤلاء الأشخاص عدم الكشف عن أسمائهم لعدم تخويلهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
حتى الآن، لم تتضح الأسباب وراء هذا الإغلاق الجزئي ولا متى سيتوقف الحقل تماماً عن الإنتاج.
وفي السياق، أكدت مصادر لقناة ليبيا الأحرار أن صدام نجل خليفة حفتر، أصدر أوامره بإغلاق حقل الشرارة النفطي، الذي تشغله شركة ريبسول الإسبانية، وذلك عقب إبلاغه بوجود مذكرة قبض صادرة بحقه أثناء عودته إلى ليبيا من العاصمة الإيطالية، روما.
وأوضحت المصادر أن السلطات الإيطالية أبلغت صدام حفتر بوجود مذكرة قبض وتعميم صادرين بحقه من السلطات الإسبانية، وذلك على خلفية تورطه في تهريب شحنة سلاح كانت قد أوقفتها الشرطة الإسبانية قبل عدة أشهر.
وقالت المصادر ذاتها إن هناك محاولات غربية ومحلية قد بدأت بالفعل للضغط على إسبانيا من أجل إبطال مذكرة القبض الصادرة بحق صدام حفتر، وذلك بهدف استئناف العمل في حقل الشرارة النفطي، الذي يعد من أهم الحقول النفطية في ليبيا بإنتاج يفوق 350 ألف برميل يوميا.
وحقل الشرارة، الواقع في جنوب شرق ليبيا، هو مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وشركات توتال الفرنسية، و”ريبسول” الإسبانية، و”أو إم في” النمساوية، و”إكوينور” النرويجية.
تعتبر ليبيا صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، لكن إنتاجها من النفط غالباً ما يتأثر بالصراعات السياسية. كثيراً ما تغلق جماعات مسلحة أو محتجون المرافق النفطية في البلاد للضغط من أجل تحقيق مطالبهم.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لليبيا، حيث يسعى البلد إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي بعد سنوات من النزاعات والانقسامات. يعتبر النفط العمود الفقري للاقتصاد الليبي، وأي تعطيل في الإنتاج يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد المحلي والإيرادات الحكومية.