في حلقة مؤثرة من برنامج “واحد من الناس” على قناة الحياة، قدم الإعلامي عمرو الليثي قصة فتاة تُدعى ضحى ، تعرّضت لأبشع صور العنف الأسري، بعدما طردها والدها من المنزل.
طفولة مضطربة ومعاملة قاسية من الأب
نشأت ضحى يتيمة الأم، لكنها لم تجد في والدها سندًا بعد فقدان والدتها، بل كان يحمّلها مسؤولية ما تمر به العائلة من متاعب.
قالت ضحى إن والدها كان يردد لها: “أنتِ وقفتي حالك وحال إخواتك”، واتهمها بأنها مريضة نفسياً وسبب في سوء الحظ.
ولم يتوقف الأمر عند الكلام فقط، بل تعدى إلى طردها من المنزل.
الخروج من البيت وبداية رحلة التشرد
لم تجد ضحى مأوى بعد طردها، فلجأت إلى الشارع، وعاشت فيه لمدة 5 أشهر.
كانت تنام في الأماكن العامة وتنتقل من ميدان لآخر، تواجه نظرات الناس، وتتعرض للمضايقات.
لكنها، رغم ذلك، رفضت التسول أو طلب المساعدة، وكانت تعيش على مساعدات بسيطة من أهل الخير.
محاولات العودة المرفوضة وصدمة من الأب
حاول بعض الأشخاص التواصل مع والدها لإقناعه بقبولها من جديد، لكن صدمتهم كانت كبيرة حين ردّ عليهم قائلاً: “دي مش بنتي… دي بنت حرام”. بل إنه أقدم على كتابة البيت باسم باقي إخوتها، حتى لا يكون لها فيه أي حق أو أمل في الرجوع.
قفل السكة في وشه
حاول عمرو الليثي، خلال الحلقة، التواصل مع والد ضحى هاتفيًا ليعرف سبب موقفه القاسي، لكن الأب أغلق الهاتف فورًا، رافضًا الحديث.
ما دفع الليثي للتعليق بغضب: “لو مش قادر تكون أب، ما كنتش أنجبت هذه البنت… ربنا لا يرضى بهذا الظلم”.
بسبب الانفصام والدها تخلى عنها
تعاني الفتاة ضحى من مرض انفصام في الشخصية، وهو اضطراب نفسي معقد يحتاج إلى دعم ورعاية خاصة، إلا أن والدها اختار التخلي عنها وتركها تواجه مصيرها بمفردها.
بعد أن طردها من المنزل، وجدت نفسها بلا مأوى حتى تبنتها دار زهرة مصر، ووفرت لها الرعاية التي حُرمت منها في بيتها، وعندما حاولت الطبيبة سمر نديم التواصل معه لحثه على زيارة ابنته، جاء رده القاسي: “متجيبيش سيرتها، ولو اتوفت متكلمنيش!”
وفي مداخلة مؤثرة مع شقيقتها خلال برنامج واحد من الناس، عبّرت ضحى عن شوقها الكبير لأختها قائلة: “أنا نفسي أشوفك… إنتي وحشتيني أوي”، ولم تستطع حبس دموعها، في لحظة إنسانية كشفت حجم الألم النفسي الذي تعانيه، ليس فقط بسبب المرض، بل أيضًا بسبب الإهمال العائلي.