في ظل ما يشهده المجال السياسي المصري من تطور متسارع، برزت تجارب حزبية جديدة حملت على عاتقها مسؤولية الإسهام في بناء وعي مجتمعي حقيقي، يتجاوز الشعارات التقليدية إلى العمل الميداني الفعّال والمشاركة الوطنية الرشيدة. ومن بين هذه التجارب، تبرز تجربة **حزب الوعي**، تلك التجربة الشابة التي لم يتجاوز عمرها الحزبي عامين، لكنها استطاعت أن تضع لنفسها موضع قدم في المشهد السياسي والمجتمعي بفضل رؤيتها الواضحة ونهجها القائم على المشاركة والعمل الجماعي.
اعتمد حزب الوعي منذ نشأته على مبدأ الإيمان بالمشروع، ليس فقط من قبل قيادته، بل من القواعد الحزبية والكوادر الشبابية التي انضمت إليه من مختلف المحافظات. فقد آمن أعضاؤه بأن الوعي لا يتحقق بالشعارات، بل بالعمل المتواصل، والتواصل الحقيقي مع الناس، والتفاعل مع همومهم وقضاياهم. ومن هذا المنطلق، حرص الحزب على بناء هياكله التنظيمية في المحافظات المختلفة، وتشكيل لجان نوعية تهتم بالقضايا السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والتنموية.
أدرك الحزب منذ البداية أن العمل السياسي الحقيقي لا ينفصل عن هموم المواطن اليومية، ولا عن قضايا المجتمع الملحة. ولذلك، لم تقتصر أنشطة الحزب على الندوات السياسية أو المؤتمرات الفكرية، بل امتدت إلى تنظيم ورش عمل تناقش مشروعات القوانين المطروحة، وتقديم رؤى متكاملة حول كيفية التعامل مع الملفات الوطنية مثل التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية. كما نظم الحزب **قوافل طبية مجانية** في عدد من المناطق النائية والمحرومة، في محاولة عملية لربط الوعي بالفعل المباشر الذي يشعر به المواطن.
وتكمن قوة هذه التجربة في إيمان قيادتها باللامركزية، وتمكين الشباب، وإتاحة الفرصة لكل صوت صادق أن يشارك في اتخاذ القرار. فالحزب لم يضع خطوطًا فاصلة بين القيادة والقاعدة، بل رسّخ ثقافة الحوار، والتفاعل، والاستماع المتبادل، مما عزز الانتماء الحقيقي لدى أعضائه، وأشعرهم بأنهم شركاء حقيقيون في صناعة المستقبل.
إن حزب الوعي، كما يدل اسمه، يسعى لتأسيس حالة من **الوعي المجتمعي الشامل**، الذي يشمل مختلف جوانب الحياة: من الثقافة إلى الصحة، ومن التعليم إلى السياسة. وهو في ذلك لا ينعزل عن الواقع، بل يتفاعل معه بإيجابية، ويقدّم نماذج عملية يمكن البناء عليها لتطوير الحياة الحزبية في مصر.
في النهاية، تؤكد تجربة حزب الوعي أن الإيمان بالمشروع، وتوفر الإرادة، ووجود مناخ سياسي يتيح حرية التنظيم والعمل، يمكن أن يصنعوا الفارق. فليست المسألة في عدد السنوات، بل في نوعية الجهد، وصدق النية، ووضوح الرؤية. وما يقدمه الحزب اليوم هو دعوة مفتوحة لكل من يؤمن بأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير.