هل يستطيع الإنسان أن يكتب دون حرية؟.. سؤال مستهلك
هل يستطيع الإنسان أن يكتب دون حرية؟ أظن أن الجميع متفق على إجابة هذا السؤال.. الجميع بكل ما في الكلمة من معنى.. لكن يبقى الاختلاف حول تقدير المناخ الذي يسمح بذلك.
والمناخ في مصر – أستاذي القارئ – أنت تعلم به.. يسمح طبعا.
لماذا سعيت إلى الحرية؟ لأن “الحرية” حلم، ولأننا في واقع خالٍ من الأحلام عمومًا، ويفتقر إلى هذا الحلم على وجه الخصوص، “حلم الحرية”، يفتقر إلى تجربة تبدأ بلا إمكانات، وتحدث صدًى وصيتًا في أقل من ٣٠ يومًا.. إن شئت قل.. هذه أول أحلام الحرية.
ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ أني اشتريت منذ زمن طويل رقيبًا ذاتيًّا.. ليس موجودًا سوى في رأسي، اشتريته جاهزًا ومغلفًا، وهو موجود ومتمدد، ويتعاظم بتفاقم هذا المناخ، ولا يكاد ينتهي.. وطبعًا له أسبابه، لكن هل كسرتُ هذا الرقيب؟ لا.. هل عرفتُهُ؟ نعم.. هل هذا كافٍ؟ نعم، على الأقل في حدود ٣٠ يومًا، هذا أول دروس الحرية.
لماذا أكتب مقالًا للحرية؟ هل هي تحتاج مقالًا؟ هل أنا جدير بالكتابة عنها؟ مَن مِن حقه تقييم هذه التجربة؟ من يستطيع تقييمها من الأساس؟ أسئلة لا إجابة لها عندي، لكني أعرف إجابة واحدة، وحيدة، بكل صدق، إجابة في محل حل، أو قل ملاذ، أخير، إن استطعتُ -على صعوبة ذلك- لن أكتب إلا للحرية.