ليبيا الان

الفوضى التي تهدد ليبيا.. فشل الدبيبة وحكومته والعودة إلى المربع صفر

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

أخبار ليبيا 24

زوارة تحت النيران.. فشل الدبيبة في احتواء الأزمة يهدد الأمن في ليبيا

في الوقت الذي تحتاج فيه ليبيا إلى الاستقرار والأمان، تتفاقم الأوضاع الأمنية وتتدهور بشكل يهدد وحدة البلاد وسلامة مواطنيها. يبدو أن الحكومة منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة تواجه صعوبات كبيرة في فرض السيطرة وإدارة الأزمات، مما يزيد من حالة الفوضى ويعيد البلاد إلى حالة الانفلات التي شهدتها في 2011. الأحداث الأخيرة في مدينة زوارة تعكس هذا الفشل بوضوح، وتثير المخاوف من انزلاق ليبيا مرة أخرى نحو حرب أهلية جديدة قد تكون أكثر دماراً من سابقتها.

بدأت الأحداث الأخيرة عندما اشتبكت عناصر تابعة للغرفة العسكرية في زوارة مع عناصر تابعة للحداد عند إحدى البوابات التي تسيطر عليها الأولى في المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عامل أفريقي بجروح طفيفة وتضرر بعض المنازل في المنطقة. وأعلنت غرفة عمليات زوارة حالة النفير العام لكافة كتائبها وسراياها، مما يعكس التوتر الكبير وعدم قدرة حكومة الدبيبة على فرض النظام واحتواء الأوضاع.

الهادي برقيق: الدبيبة يقود ليبيا نحو الفتنة والحرب الأهلية

رئيس المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، الهادي برقيق، عبّر عن أسفه الشديد للأحداث التي وقعت في زوارة، مؤكدًا أن الهدف منها كان تهديد المدنيين وأهالي المدينة. واعتبر برقيق أن هذه الأحداث تعد رسالة واضحة من حكومة الوحدة ووزير داخليتها المكلف، متهمًا الحكومة بانتهاك حقوق المدنيين واستهداف الأطفال والأبرياء. وحمل برقيق المسؤولية الكاملة للمجلس الرئاسي، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل لحماية المدنيين من الحرب العرقية والقبلية التي تقودها حكومة الدبيبة.

التوترات في زوارة ليست سوى جزء من الصورة الأكبر للفوضى التي تعم ليبيا. فشل حكومة الدبيبة في إعادة فتح معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس للمرة الثالثة يعكس ضعف الحكومة في إدارة الملفات الحساسة وتأمين المصالح الحيوية للدولة. كان من المقرر افتتاح المعبر يوم الاثنين، لكن تأجلت الزيارة الرسمية للوفد التونسي بسبب عدم التوافق بين حكومة الدبيبة وممثلي مدينة زوارة. وقد أشار رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبدالكبير، إلى أن إعادة فتح المعبر تعتمد على مخرجات الاجتماع الأمني بين رئيس حكومة الوحدة والأجهزة الأمنية.

هجوم مسلح على دورية تونسية: انفلات أمني على الحدود الليبية يثير المخاوف

ما يزيد الوضع تعقيدًا هو الهجوم المسلح الذي تعرضت له دورية عسكرية تونسية قرب الحدود الليبية، مما أسفر عن مقتل جندي تونسي. هذا الهجوم يعكس حالة الفوضى الأمنية والانفلات الذي تعاني منه ليبيا، ويثير مخاوف من تداعيات أوسع نطاقًا على المنطقة برمتها. حكومة الدبيبة تبدو عاجزة عن فرض النظام وتأمين الحدود، مما يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية والقوى الإقليمية التي تسعى إلى استغلال الفوضى لتحقيق مصالحها الخاصة.

في خضم هذه الفوضى، يتساءل الكثيرون عن قدرة السلطات المحلية والأعيان في المنطقة الغربية على احتواء الموقف ونزع فتيل الأزمة. الاشتباكات بين الفصائل المسلحة المختلفة، مثل اللواء 55 بقيادة معمر الضاوي واللواء 111 بقيادة عبد السلام زوبي، تزيد من تعقيد الوضع وتشير إلى إمكانية انزلاق الأمور نحو مواجهات أكثر عنفًا. إن فشل مساعي إعادة فتح معبر رأس اجدير المغلق منذ ثلاثة أشهر هو ما خلق هذا التوتر وأدى إلى حدوث مثل هذه المناوشات.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت ليبيا على وشك العودة إلى المربع صفر، حيث الفوضى والانقسام الذي شهده البلاد في 2011. القلق يتزايد من أن النزعات القومية والعرقية قد تشعل حربًا أهلية جديدة، تعيد البلاد إلى حالة الفوضى التي ترغب فيها بعض القوى الدولية والإقليمية. هذه القوى تسعى إلى استغلال الفوضى لتحقيق أهدافها، سواء بتسهيل السيطرة على الموارد الليبية أو بدفع البلاد نحو التفتيت لتحقيق مكاسب جيوسياسية.

معبر رأس اجدير يغلق أبوابه مجددًا: حكومة الدبيبة عاجزة عن تأمين الحدود

إن الفشل في إدارة الأزمات الأمنية والسياسية يضع حكومة الدبيبة في موقف حرج. الوعود التي قدمها بتوحيد الجهود بين كافة المؤسسات وتنظيم العمل بالمعبر وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين تبدو غير قابلة للتحقيق في ظل الانقسامات والتوترات المستمرة. المجتمع الدولي يراقب عن كثب التطورات في ليبيا، لكن التدخلات الدولية غالبًا ما تأتي لخدمة مصالح خاصة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

وفي الختام، تحتاج ليبيا إلى جهود جادة ومستدامة لإعادة بناء الثقة بين الفصائل المتصارعة وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة لضمان الأمن والاستقرار. لكن هذا يتطلب قيادة قوية وفعالة، قادرة على فرض النظام وتحقيق التوافق بين مختلف الأطراف. رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة يتحمل مسؤولية الفشل في السيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة، وعليه أن يتخذ خطوات جادة لمعالجة هذه القضايا قبل أن تنزلق البلاد نحو هاوية جديدة من الفوضى والانقسام. الوقت ليس في صالح ليبيا، وأي تأخير في التعامل مع هذه التحديات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل البلاد والمنطقة بأسرها.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24