تصاعدت التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء الهجوم الذي أودى بحياة جندي تونسي في منطقة رمادة جنوب شرق تونس، بالقرب من الحدود الليبية. جاء الهجوم في وقت تتزايد فيه التوترات على معبر رأس جدير الحدودي، ما أثار موجة من التساؤلات حول دوافع الجريمة والجهات المحتملة المتورطة.
وأعلنت وزارة الدفاع التونسية يوم الأربعاء عن مقتل الجندي في هجوم نفذه مسلحون استهدفوا دورية عسكرية في المنطقة. تزايد نشاط عمليات التهريب في المنطقة خلال السنوات الماضية، حيث أشار خبراء إلى أن المهربين قد يكونون أحد الأطراف المحتملة وراء الهجوم.
في وقت سابق من هذا العام، شهد منفذ رأس جدير الحدودي اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لداخلية الدبيبة وقوات تابعة لمدينة زوارة، مما أدى إلى إغلاق المعبر. لاحقًا، أعلنت حكومة الدبيبة منتهية الولاية وتونس عن اتفاق أمني لإعادة فتح المعبر، إلا أن التنفيذ تأجل.
خبراء أمنيون: المهربون والميليشيات الليبية من أبرز المتهمين في الهجوم على الدورية التونسية
من جانبه، أوضح علي زرمديني، الخبير الأمني والعميد السابق في الحرس الوطني التونسي، أن التحقيقات جارية دون نتائج نهائية حتى الآن. وأضاف أن جميع الاحتمالات واردة، مشيرًا إلى التوترات في المنطقة ودور الميليشيات الساعية لفرض قوانينها. كما لفت إلى أن الهجوم قد يكون مرتبطًا بمهربين غاضبين من الإجراءات الصارمة على الحدود، أو ربما بعناصر إرهابية متواجدة في ليبيا.
أما الخبير التونسي جمال العرفاوي، فقد استبعد وجود علاقة بين الهجوم والجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن المنطقة محرمة على المدنيين، مما يعزز فرضية تورط المهربين أو إحدى الميليشيات. وأضاف أن وزارة الدفاع التونسية حذرت سابقًا من تكرار حوادث استخدام السلاح ضد القوات العسكرية أثناء تصديها لعمليات التهريب والعبور غير الشرعي للحدود.
تحقيقات مستمرة في مقتل الجندي التونسي وسط تحذيرات وزارة الدفاع من تكرار حوادث مشابهة
وأفاد العرفاوي بأن تبادل إطلاق النار تكرر في المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا، حيث تتولى جماعات ليبية تأمين عمليات تهريب البضائع من ليبيا إلى تونس. هذه الأوضاع دفعت وزارة الدفاع التونسية إلى تبني موقف حازم وتحذيرات متكررة تجاه هذه الجماعات.
وأضاف العرفاوي أن الأحداث الأخيرة في زوارة، حيث تعرضت تشكيلة أمنية ليبية لهجوم من ميليشيات محلية، قد تفسر الهجوم الأخير على الجندي التونسي. ورغم عدم انتهاء التحقيقات، فإن الوضع الأمني المتوتر في المنطقة يعزز فرضية تورط الميليشيات والمهربين في هذه الحوادث.
ويمثل معبر رأس جدير أهمية كبيرة لكلا البلدين، حيث يعد نقطة عبور رئيسية للأشخاص والبضائع، ويشكل شريان حياة للمناطق المحاذية على جانبي الحدود.