أخبار ليبيا 24
تعد العلاقات بين ليبيا ومصر دائمًا مضطربة ومعقدة بسبب التاريخ الطويل من التقلبات السياسية والاجتماعية التي شهدها كلا البلدين. فبعد سقوط النظام السابق في ليبيا، ازدادت هذه التعقيدات مع الانقسامات والصراعات الداخلية التي نشأت بين القوى المختلفة التي شاركت في الثورة.
بوراس: زيارة الدبيبة إلى مصر تأتي في إطار الحوار الإقليمي حول الهجرة
تشير ربيعة بوراس، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن زيارة عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة منتهية الولاية إلى مصر في الوقت الراهن تأتي في إطار الحوار الإقليمي حول قضايا الهجرة، وهو ما يعكس توجهًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين رغم التحديات الكبيرة.
بوراس في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” توضح أن ليبيا واجهت منذ سقوط النظام السابق سلسلة من الأزمات السياسية والأمنية نتيجة التنافس بين شركاء الثورة الذين انقسموا إلى مجموعات متصارعة في الشرق والغرب والجنوب، وكل مجموعة تسعى للحصول على أكبر نصيب من السلطة، مما أدى إلى تفاقم الفوضى والاضطراب في البلاد.
بوراس: التنافس بين مصر وتركيا يعقد جهود تحقيق الاستقرار
في هذا السياق، تأتي زيارة الدبيبة إلى مصر كخطوة ضرورية للتواصل مع القاهرة ومحاولة التقارب معها، خاصة بعد التحولات الإقليمية الأخيرة وأبرزها المصالحة بين مصر وتركيا، والتي تضغط بدورها على حكومة الدبيبة لاتخاذ خطوات نحو توحيد الصفوف السياسية في ليبيا والاستعداد لعقد الانتخابات المنتظرة.
بوراس: الدعم التركي والمصري للأطراف الليبية يعمق الانقسامات ويعرقل الوحدة الوطنية
وفي ظل هذا الوضع المعقد، لا يمكن إغفال التنافس الإقليمي بين مصر وتركيا والذي يلقي بظلاله على المشهد الليبي. فدعم تركيا لحكومة الدبيبة من جهة، ودعم مصر للحكومة الليبية من جهة أخرى، يؤدي إلى خلق بيئة من التوتر والانقسامات المستمرة التي تعرقل أي جهود لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. تؤكد بوراس أن هذا التنافس يعقد الأمور بشكل كبير، حيث تصبح حكومة الدبيبة مضطرة للعمل على جسر الهوة بين هذه القوى الإقليمية المتصارعة لتحقيق الاستقرار المنشود.
بوراس: الضغوط الدولية والمحلية تدفع حكومة الدبيبة للتقارب مع القاهرة
لذلك، ترى بوراس أن حكومة الدبيبة لا تملك خيارًا سوى فتح حوار دبلوماسي مع الجانب المصري، وهو ما قد يسهم في تخفيف التوترات الإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني. إنها خطوة ضرورية نحو بناء جسور الثقة والتعاون بين البلدين.