أخبار ليبيا 24
في ظل التحديات السياسية المستمرة التي تواجه ليبيا، تتواصل المحاولات لإيجاد حلول توافقية بين الأطراف المتنازعة. عز الدين قويرب، عضو مجلس النواب، يعبر عن رؤيته بخصوص هذه المحاولات، مسلطًا الضوء على عدة جوانب حيوية.
قويرب أكد في تصريحات تلفزيونية، تابعتها “أخبار ليبيا 24” أن أي اتفاق يُبرم مع محمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة الحالي، لن يكون له جدوى تذكر، نظرًا لقرب انتهاء فترة رئاسته. هذه النقطة، التي قد تبدو بسيطة، تحمل في طياتها العديد من الدلالات السياسية التي يمكن أن تؤثر على مسار الحوار الليبي.
قويرب: تكالة تأخر في إبداء الوجه الحسن من التقارب السياسي
تجارب سابقة أشارت بوضوح إلى أن الاتفاقات التي يتم التوصل إليها مع رؤساء على وشك ترك مناصبهم تكون عادةً عرضة للتغيير أو الإلغاء من قبل من يخلفهم. هذه الحقيقة تجعل من الضروري على البرلمان أن يأخذ في الاعتبار مدى استمرارية أي اتفاق يتم التوصل إليه. قويرب يبرز هذا الأمر بوضوح، مشيرًا إلى أن تكالة لم يظهر الوجه الحسن من التقارب السياسي، بل على العكس، عرقل التفاهمات القائمة ولم يكمل خطوات سلفه المشري. هذه العرقلة تزيد من تعقيد المشهد السياسي وتجعل من الصعب التوصل إلى توافق مستدام.
قويرب: البرلمان يجب أن يأخذ في الاعتبار انتهاء رئاسة تكالة
لقاءات القاهرة والمغرب الأخيرة، التي تجرى بمعزل عن البعثة الأممية، تفتقر إلى الصبغة الإلزامية. قويرب يرى أن هذه اللقاءات، رغم أهميتها، لا تضمن التزام الأطراف المختلفة بما يتم الاتفاق عليه. وفي هذا السياق، تأتي أهمية دور المغرب، التي دعت إلى احترام القوانين الانتخابية التي انبثقت عن لجنة 6+6. هذه اللجنة، التي استضافتها المغرب، وضعت قوانين تهدف إلى تنظيم الانتخابات بشكل عادل وشفاف. ومع ذلك، يظل اعتراض تكالة على هذه القوانين موقفًا شخصيًا مخالفًا للإعلان الدستوري ولائحة مجلس الدولة، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الأزمة السياسية.
قويرب: المغرب ستدفع باتجاه احترام القوانين الانتخابية
في حال فشل لقاء المغرب، يبرز دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في محاولة إيجاد حكومة واحدة تشرف على تنظيم الانتخابات. هذه الخطوة تعكس مدى القلق الدولي من استمرار حالة الانقسام وعدم الاستقرار في ليبيا. المجتمع الدولي يدرك تمامًا أن وجود حكومة واحدة قادرة على تنظيم الانتخابات هو الخطوة الأولى نحو إعادة الاستقرار إلى البلاد.
قويرب: اعتراض تكالة على القوانين الانتخابية مخالف للإعلان الدستوري
التحديات التي تواجه ليبيا ليست جديدة، ولكن ما يجعل الوضع الحالي أكثر تعقيدًا هو تعدد الأطراف وتضارب المصالح. قويرب يسلط الضوء على ضرورة التعامل بحذر مع الاتفاقات المؤقتة التي قد تفتقر إلى الديمومة. في الوقت نفسه، يشير إلى الحاجة الماسة لدور دولي وإقليمي فعال لدعم عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا.
ختامًا، المشهد الليبي يتطلب مزيدًا من الجهود التوافقية والتنسيق الدولي لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية. قويرب يعبر عن مخاوفه بوضوح، ولكن يبقى الأمل في أن يتمكن الليبيون، بمساعدة المجتمع الدولي، من تجاوز هذه المرحلة الحرجة وبناء مستقبل أفضل لأجيالهم القادمة.
