ليبيا الان

مشاهد مروّعة للحظات إنفجار سدّي درنة تنكأ جراح الليبيين من جديد

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

أخبار ليبيا 24

درنة، ما خلفتهُ سيول دانيال من صورة مشوهة وحكايا موجعة يرويها الناجين من ضحاياه تاركًا إياهم خلفه بذاكرة مشوشة وملطخة بالطمي وصدًا متناوب لأصوات ضحاياه ممن ابتلعتهم مياه السيول العاتية الجارفة لأجسادهم التي أُنهكت بلا جدوى في مواجهة الموت غرقاً أو الاصطدام بعنف بقطع الحطام العائمة والغارقة أسفل مياه دانيال -السوداء- كما وصفها الناجون والتي ابتلعتْ في طريقعا المباني واقتلعت الأشجار وجرفت السيارات وراكبيها، فلم تسلم المباني المرتفة ولا الأخرى المنخفضة، لم تسلم الأشجار ولا المركبات، لم تسلم حيوانات الشوارع، ولا من في البيت أو خارجه.

درنة

لقد دمرّ على ليبيا إحدى أكثر الأعاصير ضراوة وتلهفًا لمحو وتدمير كل ما اعترض طريقه بصرف النظر عن ثباته أو وهنه، وكان مقدرًا لمدينة درنة أن تحضى منفردة وحيدة معزولة، بهمجية وخطورة وتبعات ذلك الإعصار المفزع والتي لم ولن تكن لتستعد لتبعاته التي لحقته لتتكبد مدينة درنة كامل الدمار والخسائر الفادحة التي حلّت بها.

وبعد مرور قرابة 300 يوم على الفاجعة -تلك المدة التي لم ولن تكفي لتضميد جروح الدراونة الغائرة- حتى انتشر مقطع فيديو مصوّر جُمّعت مشاهدهُ البشعة من كاميرات المراقبة في عددٍ من الشوارع..

أمطارٌ غزيرة، شوارع خاوية يغطيها ارتفاع منسوب مياه الأمطار، والأتربة، وشبح دانييال يتربصُ في الظلام بحثًا عن ضحايا.. من شاهد الفيديو بلا شكّ أفزعه صوت الأمطار والرياح العاتية، نتساءل.. هل هو صوت دانيال؟

  1. درنة

وثّق الفيديو حدوث انفجارين للسدين، الإنفجار الأول… ومن ثمّ الانفجار الثاني.. عندما انفجر السدّ الأول غطت المياه المدينة آخذتًا كل ما في طريقها، ولكن سرعان انحسرت المياه، وفي تلك الدقائق، هلع الدراونة لتفقد سيارتهم التي أخذتها السيول.. مستخدمين إضاءات هواتفهم المحمولة لإنارة طريقهم بعد انقطاع التيار الكهربائي.. ما هي إلا دقائق حتى انفجر السدّ الثاني، لم تمنح السيول الجارفة الدراونة وقتًا للعودة إلى منازلهم المغطاة بالمياه بالطمي، حتى أخذتهم السيول المدمّرة في طريقهم عنوةً مهما بدا لها متمسكن في الحياة!

درنة

تمرّ الدقائق بطيئة، وصوت دانيال يرتفع، تتعالى معه أصوات التكبير والتوحيد.. وفجأة يفيض الشارع بما حمل، ولكن من حمل؟

 -أخذ في جُعتبه كل من كان في الشوارع، بصرف النظر إن كان إنسانًا أو حجارة!

هذه المشاهد استطاعت بلاشك أن تنكأ جراحنا التي سعينا جاهدين طول تلك المدة -القصيرة- أن نضمّدها.. هادمةً ما بنيناهُ عن إمكانية التخطي والاستمرارية قدمًا، تلك المشاهد أحييت وجددت جروحًا ظنًا وسهوًا منا أنها إلتأمت، وأحيتها عنوةً، لتعلق أصوات من جرفتهم السيول في رؤسنا للأبد.

في درنة أصبح البحر هو قِبلة الموت، يوجه الكلِيم أنظاره وآماله صوب البحر؛ علَّه يلفظ جثة غالٍ أو حبيب، مهما بدتْ مجعدة من الطمي ومياه البحر.

نجزع لسماع قصص حرّرها الصحافيون عنوةً من أفواه الناجين الذين خارت قواهم وغلبتهم الدموع أمام الكاميرات.. فكيف لقصصٍ ظلت دفينة صدور من ماتوا إلى الأبد؟

درنة

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24