أخبار ليبيا 24
في مشهد سياسي متأزم يعكس حالة من الانقسام والتباين في الآراء، تحدث حسن الزرقاء، عضو مجلس النواب، بشأن الموازنة العامة الجديدة وتداعياتها على الساحة الليبية. وعلى الرغم من تفهمه لغضب الشارع جراء ارتفاع قيمة الموازنة وتقسيمها بين الحكومتين المتنافستين، إلا أنه رفض بشدة الادعاءات القائلة بأن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الانقسام وإطالة أمده.
الزرقاء: غياب توافق دولي هو العائق الرئيسي أمام تشكيل حكومة موحدة
بأسلوب متزن وهادئ، أكد الزرقاء في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” ، أن إقرار الموازنة لا يعد بأي حال عائقاً أمام تشكيل حكومة موحدة أو إجراء الانتخابات، بل يرى أن العائق الرئيسي يكمن في عدم وجود توافق دولي حول الوضع في ليبيا. وأشار إلى أن هناك اصطفافاً دولياً واضحاً إلى جانب الحكومتين، وخاصة حكومة الدبيبة، التي تلقى دعماً من بعض الدول التي تعارض خروجها من السلطة.
الزرقاء: تقاسم الميزانية بين الحكومتين حلاً لعدم قدرة المصرف المركزي على تسييل الأموال
وأضاف الزرقاء أن تقاسم الميزانية بين الحكومتين جاء باتفاق عقد بين الصديق الكبير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، خلال اجتماعهما الأخير في القاهرة. هذا الاتفاق جاء كحل للمشكلة التي تواجهها حكومة حماد بعدم قدرتها على تسييل الأموال نتيجة لعدم تمتعها بالاعتراف الأممي.
الزرقاء: حتى بدون صرف أموال، ستبقى الحكومتان بالمشهد
في رده على الانتقادات التي تقول إن توفر الأموال سيعزز بقاء الحكومتين في المشهد السياسي، أوضح الزرقاء أن الحكومتين ستبقيان في السلطة حتى بدون صرف أموال باب التنمية. وأكد أن الدبيبة يستمر في الصرف بترتيبات مالية خاصة، بينما حكومة حماد ستواصل الاقتراض لتغطية نفقاتها.
الزرقاء يدعو إلى التمهل في إصدار الأحكام حول إهمال الجنوب في الميزانية
واختتم الزرقاء حديثه بالإشارة إلى احتمالية حصول حكومة حماد على نصيب أكبر من باب التنمية، مبرراً ذلك باتساع مساحة الشرق والجنوب، وهي مناطق تحتاج إلى موارد تنموية أكبر. ودعا الزرقاء الأصوات التي نددت بإهمال الجنوب في الميزانية إلى التمهل في إصدار الأحكام، مشدداً على ضرورة النظر إلى الأمور بموضوعية وتجرد.
بهذا الطرح، حاول الزرقاء توضيح الصورة المعقدة للمشهد السياسي والاقتصادي في ليبيا، مؤملاً أن يتمكن الليبيون من تجاوز هذه المرحلة الصعبة من خلال الحوار والتوافق، بعيداً عن التشنجات والاتهامات المتبادلة التي لا تزيد الأمور إلا تعقيداً. إن مستقبل ليبيا يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المختلفة على التفاهم والوصول إلى حلول وسطى تضمن استقرار البلاد وتحقق تطلعات شعبها في العيش بسلام وأمان.