أخبار ليبيا 24 – خــــاص
كُنا معكم في الجزئين الأول والثاني من قصة الحاجة سعَايا عبد الرازق التي قصتْ لنا حادثة فقدِ ابنتها تُركية ليلة 11 سبتمبر 2023، حيثُ تحدثت الحاجة سعَايا لوكالة أخبار ليبيا 24 كيف شكّكتْ في رواية وسائل الإعلام بشأن الطقس والتنبؤ بالكارثة التي حلّت بدرنة.. وكيف أبلغتها فقيدتها التي تسكن في حي الزهور، أنها تريد المكوث عند قريبتنا، وصولاً إلى لحظات انقطاع الاتصالات والكهرباء مع فجر ليلة الحادي عشر من سبتمبر.. وانهيار الطُرق التي تصلُ مدينة درنة بأي مدينة أو منطقة أخرى.
كما قصتْ لنا كيف عجزت عن الوصول إلى فقيدتها نتيجة انقطاع كل سُبل الاتصال.. وقالت إناه لم تنم تلك الليلة!
وفي الجزء الثالث تُكمل الحاجة سعَايا عبد الرازق بقية الحكاية: بعد ساعاتٍ طويلة وثقيلة عاشتها الحاجة سعَايا التي تمنّت لو أن تسمع أي معلوماتٍ عن فقيدتها تطمئن قلبها المفطور.. ها هي الحاجة سعَايا تحدثنا في الجزء الثالث كيف تمكنت من الوصول إلى مدينة درنة الجريحة للبحث عن فقيدتها بالقول:
مع ساعات الفجر الأولى.. تمكن أحد أقاربي من العثور على سيارةٍ ستنقلنا من منطقة أم الرزم إلى مدينة درنة.. للبحث عن ابنتي المفقودة.. وفي تلك الأثناء بدأت الأخبار تتوالى علينا بأن مدينة درنة أصبحتْ منكوبة، وبالفعل رأينا حجم الدمار الهائل بأم أعيننا ولم نصدق هول ما رأيناه!
تُكمل الحكاية.. رؤيتي لحجم الدمار ونسفِ السيول والفيضانات لشوارع واحياء كاملة أشعرني بالخوف والهلع على ابنتي وكأن شيئًا ثقيلاً حط على قلبي.
تواصل الحديث… عندما وصلنا إلى بدأنا البحث عن ابنتي في حي الزهور وهو مكان منزلها لكننا لم نجدها في المنزل وسألنا الجيران عنها أبلغونا أنها ليست هنا، وعلى الفور ذهبنا إلى منزل قريبتنا التي مكثت ابنتي تُركية في منزلها ليلة الواقعة، وفور وصولنا إلى الشارع التي كانت تسكن فيه قريبتنا لم اتعرّف على الشارع الذي غطاه الطمي، والأشجار المقتلعة والدمار، بل.. لم نجد شقة قريبتنا، لقد اقتلعها السيل بما فيها!
وفي أثناء بحثنا.. يتهافت المواطنون الذين يبحثون عن مفقوديهم، الموت والدمار والطمي في كل مكان.. لقد كان مشهدًا مأساويًا يصعب نسيانه.
-في تلك الأثناء.. كانت الأخبار قد وصلت للمدن والمناطق المجاورة، وللقنوات التلفزيونية والصحافيين.. وبدأت تنتشر شيئًا فشيئًا مقاطع مصورة للحظات انهيار السدين وتدفق السيول الجارفة باتجاه مدينة درنة المنكوبة مقتلعة كل من يعترض طريقها من مبانٍ وأشجار وحصِي وأحجار ضخمة، بل وبشر أحياء كانوا أم أموات!
وفي أول تصريحاتٍ صحفية لرئيس الحكومة الليبية، لم يستطع وصف هول ما رأه، ولخّص القول بإعلان مدينة درنة مدينةً منكوبة!
كان هذا الجزء الثالث من قصة الحاجة سعَايا التي تمثل نموذجًا عن مئات بل آلاف العائلات التي فقدت ذويها جراء الطوفان، مجسدةً أعمق معاني الفقد والثكل والألم.. ولمعرفة هل تمكنتْ الحاجة سعَايا من إيجاد فقيدتها تابعوا معنا الجزء الرابع والأخير.