أخبار ليبيا 24 – خــــاص
على مدار ثلاثة أجزاء.. عرّفتنا الحاجة سعَايا عبد الرازق من مدينة درنة، كيف فقدت ابنتها ليلية الحادي عشر من سبتمبر 2023.. ولم تستطع الوصول إليها.. وبعد ساعاتٍ طويلة وثقيلة عاشتها الحاجة سعَايا تمكنت من الوصول إلى مدينة درنة الجريحة للبحث عن فقيدتها وسط الدمار ومشاهد نسفِ سيول دانيال لشوارع وأحياء كاملة، ناهيك عن صرخات الألم والفقد والجثث المكدسة.
وفي الجزء الرابع والأخير… تكمل الحاجة سعَايا عبد الرازق من مدينة درنة بقية الحكاية المريرة، ومعاناة بحثها عن ابنتها وهل تمكنت من العثور عليها أخيرًا؟
تقول الحاجة سعَايا عبد الرازق: بحثنا عنها في كل الأماكن.. ما تبقى من شوارع وما تبقى من منازل وفي المستشفيات… بين الأحياء والأموات.. لكن دون جدوى.. لم أتمكن من العثور على فقيدتي.. أصابني اليأس والعجز والإحباط.. أردت الاطمئنان عليها والتأكد من سلامتها، لكنني لم أجدها.
وسط حالة الهلع والخوف والصدمة وتواجد عناصر الجيش الوطني في كل شبر من مدينة درنة المنكوبة، محاولين السيطرة على الأوضاع.. وبدء توافد الصحافيين والقنوات التلفزيونية المحلية والعالمية لتوثيق حجم الكارثة، وسط حالة من الجزع عند سماعنا لقصص حرّرها الصحافيون عنوةً من أفواه الناجين الذين خارت قواهم وغلبتهم الدموع أمام الكاميرات.. فكيف لقصصٍ ظلت دفينة صدور من ماتوا إلى الأبد؟
وفي الأثناء.. تحاول الحاجة سعَايا عبد الرزاق بخطى وئيدة، سيطر عليها العجز وكبر السن، وبأملٍ مبتور العثور على فقيدتها.. حيةً أم ميتة.. أنتخيل فداحة الأمر عندما يكون أبلغ وأقصى ما يتمناه ذوي المفقودين هو جثمان مفقوديهم فقط؟
لقد أصبح البحر في درنة هو قِبلة الموت، يوجه الكلِيم أنظاره وآماله صوب البحر؛ علَّه يلفظ جثة غالٍ أو حبيب، مهما بدتْ مجعدة من الطمي ومياه البحر.
تُكمل الحاجة سعَايا الحديث لوكالة أخبار ليبيا 24: لقد أبلغتني إحدى جيران فقيدتي أنها رأت امرأة تشبهها في إحدى المستشفيات، وأخبرتني بأوصافها وكأنها هي.. وعلى الفور هرعت إلى المستشفى المذكور للبحث عنها.. لكن لم أجدها، بل فتشتُ على وجهها بين الموتى علني أجد جثتها… لكن دون جدوى.. لم أجد فقيدتي.
وبعد مرور شهرين تقريبًا على الحادثة -وهو موعد تصوير وكالتنا مع الحاجة سعَايا من مدينة درنة- تؤكد الحاجة سعَايا أنها لم تجد فقيدتها حتى هذه اللحظة، لم تجد حتى جثتها!
وتؤكد لوكالتنا أنّها قامت بإجراء فحوصات الـــDNA لمطابقتها مع جثث الضحايا المدفونين عشوائيًا في المقابر ولكن لم تعثر على فقيدتها قط.. ببساطة.. ابتلعها السيل.
لقد نقشع دانيال وانقشعتْ معه درنة، وترك وراءه غصة في قلوب الليبيين، وأرقام مفزعة للضحايا والمفقودين.. وفي أخبار ليبيا 24 سنوثّق العديد من القصص الإنسانية التي سيرويها المتضررين لأول مرة.. تابعونا.