هزة الأرضية تسجل عمقًا يصل إلى 31 كم في البحر المتوسط
سجلت محطات الرصد الزلزالي العالمية صباح اليوم الأحد، الموافق 21 يوليو 2024، هزة أرضية قوية على سواحل الجبل الأخضر، على بعد 250 كيلومتر شمال مدينة درنة . كانت الساعة تشير إلى 06:01:30.2 بالتوقيت المحلي لليبيا عندما بدأت الأرض تهتز بقوة بلغت 5.3 درجة على مقياس الزلازل. تميزت هذه الهزة بعمقها الذي بلغ 31 كيلومتر تحت سطح البحر المتوسط، حيث يُعتبر هذا العمق متوسطًا بالنسبة لهزات من هذا النوع.
موقع الزلزال يبعد 250 كم شمال مدينة درنة
حسب ما ورد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شعر سكان مدينة درنة بهذه الهزة التي أثارت في نفوسهم مزيجًا من القلق والترقب. يُعرف عن منطقة سواحل الجبل الأخضر نشاطها الزلزالي الملحوظ، وهو ما يعود إلى وقوعها بالقرب من منطقة التقاء الصفائح التكتونية، حيث تتقاطع الصفيحة الأفريقية مع الصفيحة الأوراسية. هذا التلاقي المستمر بين الصفائح يؤدي إلى نشاط زلزالي متكرر، يجعل المنطقة معرضة لمثل هذه الهزات.
موقع الزلزال يبعد 250 كم شمال مدينة درنة
ويوضح أنس المشري، مدير مكتب الإعلام وتقنية المعلومات بالمركز الوطني للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، أن هذه الهزة الأرضية تأتي ضمن سلسلة من الهزات التي تشهدها المنطقة بين الحين والآخر. “تُعتبر هذه الهزة متوسطة من حيث القوة، لكنها تذكرنا دوماً بضرورة الاستعداد والجاهزية لمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية”، يقول المشري.
من الجدير بالذكر أن مثل هذه الهزات الأرضية تلعب دورًا مهمًا في فهم حركة الصفائح التكتونية والنشاط الزلزالي في المنطقة، حيث تُستخدم البيانات المسجلة من قبل محطات الرصد في دراسات وأبحاث علمية تهدف إلى التنبؤ بالأحداث الزلزالية المستقبلية والحد من تأثيراتها السلبية على السكان والممتلكات.
سكان درنة يتفاعلون مع الهزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
لقد استيقظ سكان درنة اليوم على صوت الهزة، والذي ربما أيقظ فيهم ذكريات قديمة لأحداث مشابهة. وفي الوقت نفسه، يُظهر التفاعل السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مدى تأثير التكنولوجيا الحديثة في ربط المجتمعات وتبادل المعلومات في اللحظات الحاسمة. بينما كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم، كانت أصابعهم تتحرك بسرعة على شاشات الهواتف، مشاركةً الأخبار وتبادلًا للمعلومات والطمأنة.
في النهاية، تبقى الهزات الأرضية جزءًا لا يتجزأ من طبيعة المنطقة، حيث يلتقي البحر بالأرض، وتلتقي الصفائح التكتونية في رقصتها الأبدية. ومع كل هزة، يتجدد الإحساس بأهمية العلم والتكنولوجيا في فهم هذه الظواهر الطبيعية والتعامل معها بشكل أفضل، لضمان سلامة البشر والممتلكات على حد سواء.