ليبيا الان

تدفق المهاجرين عبر الحدود الليبية.. تحديات وإنسانية وأبعاد اجتماعية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ضوء التدفقات الهائلة للمهاجرين غير النظاميين، أظهر تقرير جديد من المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن 23% من المهاجرين دخلوا تونس برًّا عبر ليبيا. هذا التقرير جاء نتيجة لدراسة ميدانية شاملة استخدمت منهجيات كمية وكيفية، وأجريت بين مارس ومايو 2024، مستهدفة 379 مهاجرًا في ثلاث ولايات تونسية هي تونس، صفاقس، ومدنين.

تتنوع دوافع الهجرة، لكن الهروب من النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية والفقر المدقع تُعد من أبرز الأسباب التي تدفع الأفراد إلى مغادرة أوطانهم بحثًا عن حياة أفضل. ففي ليبيا، يشكل الوضع الأمني الهش والنزاعات المستمرة بيئة طاردة للمواطنين، مما يدفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن في الدول المجاورة. تونس، بفضل موقعها الجغرافي القريب من ليبيا، أصبحت وجهة رئيسية للمهاجرين الفارين من العنف وعدم الاستقرار.

أوضحت الدراسة أن غالبية المهاجرين يعبرون الحدود سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل غير رسمية، ما يعرضهم لمخاطر كبيرة. يأتي هؤلاء المهاجرون من بلدان مختلفة، ويمرون عبر ليبيا كمحطة عبور رئيسية نحو تونس. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 60% من المهاجرين وصلوا إلى تونس عبر الحدود البرية مع ليبيا، بينما دخل 23% منهم عبر الحدود الجزائرية.

هذه الرحلات الشاقة غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، حيث يواجه المهاجرون تهديدات من الجماعات المسلحة والمهربين، بالإضافة إلى الظروف القاسية مثل الحرارة العالية ونقص المياه والطعام. وبرغم هذه الصعوبات، يواصل المهاجرون التدفق إلى تونس، بحثًا عن الأمان والاستقرار.

لا تنتهي معاناة المهاجرين بمجرد وصولهم إلى تونس؛ بل يواجهون تحديات جديدة تتعلق بالتكيف مع البيئة الجديدة والاندماج فيها. من أبرز هذه التحديات:

في مواجهة هذه التحديات، يلعب المجتمع المدني التونسي دورًا حيويًا في تقديم الدعم للمهاجرين. يتعاون المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مع منظمات المجتمع المدني الأخرى لتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للمهاجرين، مثل الطعام والمأوى والرعاية الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى هذه المنظمات إلى تعزيز وعي المجتمع المحلي بقضايا المهاجرين، والعمل على تغيير النظرة السلبية تجاههم. من خلال تنظيم ورش عمل وحملات توعية، تسعى المنظمات إلى بناء جسور التفاهم والتعاون بين المهاجرين والمجتمع المضيف.

من أجل تحسين وضع المهاجرين في تونس، يقدم التقرير عدة توصيات للسلطات التونسية والمجتمع الدولي:

في الختام، يسلط التقرير الضوء على التحديات الجسيمة التي يواجهها المهاجرون غير النظاميين الذين يدخلون تونس عبر الحدود الليبية. وبرغم هذه التحديات، يظل الأمل في حياة أفضل هو الدافع الرئيسي لهؤلاء المهاجرين. ومن خلال تعزيز التعاون الإقليمي وتحسين السياسات المحلية، يمكن لتونس أن تكون مثالًا يحتذى به في استقبال ودمج المهاجرين بإنسانية وكرامة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24