ليبيا الان

تونس: معبر رأس اجدير يتجاوز سلطاتنا والتعاون الثلاثي ليس بديلاً للاتحاد المغاربي

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ظل التوترات الإقليمية الراهنة التي تعصف بالمنطقة، يأتي تصريح وزير الخارجية التونسي نبيل عمار حول معبر رأس اجدير الحدودي مع ليبيا ليضيف بعدًا جديدًا للتعقيدات السياسية والأمنية التي تواجهها تونس وليبيا. عمار، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“، أوضح أن إدارة معبر رأس اجدير الحدودي تتجاوز السلطات التونسية، مما يشير إلى تعقيدات أكبر في العلاقات الثنائية بين البلدين وتحديدًا في ظل الظروف الأمنية والسياسية المتوترة في ليبيا.

عمار: أمن ليبيا وتونس متلازمان والمقاربة التونسية تعزز العلاقات الثنائية

عمار شدد على أن أمن ليبيا وتونس مترابط بشكل لا يمكن فصله، مؤكدًا أن أي ضرر يصيب ليبيا سيؤثر بالتأكيد على تونس. هذه الرؤية تعكس واقعًا معقدًا يتمحور حول تأثير الأحداث في ليبيا على الجارة تونس، خاصة في ما يتعلق بالهجرة غير النظامية والتحديات الأمنية التي تتفاقم يومًا بعد يوم. عمار لم يكن بعيدًا عن الحقيقة عندما أشار إلى أن ما ينفع ليبيا ينفع تونس، حيث أن استقرار ليبيا سينعكس إيجابًا على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في تونس، والعكس صحيح.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التونسي أن الآلية التشاورية الثلاثية مع الجزائر وطرابلس لا تشكّل بديلاً عن اتحاد المغرب العربي. هذه العبارة تحمل في طياتها دلالات سياسية واضحة، حيث يعبر عن رغبة تونس في الحفاظ على التعاون الإقليمي دون المساس بالكيانات الأكبر التي تشكل أساس العمل العربي المشترك. التعاون الثلاثي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الثلاثة، تونس والجزائر وليبيا، على أسس جديدة تسهم في تنمية الشراكة الاستراتيجية بينهم، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.

تونس تأمل في تجاوز الإشكاليات بمعبر رأس اجدير والتوصل لتسوية ليبية شاملة

عمار أشار أيضًا إلى صدق وصواب المقاربة التونسية في التعاطي مع تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تعمل تونس على تعزيز علاقاتها الثنائية في مختلف المجالات، بما فيها المبادرات الرامية إلى إيجاد تسوية للأزمة الليبية. هذا الموقف يعكس التزام تونس بمبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ورغبتها في دعم الحوار الليبي-الليبي للوصول إلى حلول توافقية تخدم مصلحة الشعب الليبي وتضمن استقرار المنطقة ككل.

تونس والجزائر وطرابلس تعقد اجتماعات ثلاثية لتعزيز التعاون الأمني ومواجهة الهجرة غير النظامية

اللقاء التشاوري الأول بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون و الرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدول الثلاث لتعزيز التشاور والتنسيق حيال التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة. هذه الاجتماعات ليست فقط لتبادل وجهات النظر، بل تهدف إلى وضع خطط عمل مشتركة تعزز التنمية والشراكة الإستراتيجية، وتسهم في مواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود.

التعاون الثلاثي يسعى لإقامة علاقات متينة مع البلدان الأخرى والتجمعات الإقليمية والدولية في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. هذا النهج يؤكد على حرص الدول الثلاث على تعزيز التعاون البناء بعيدًا عن سياسة المحاور والمخاطر التي قد تنجم عن التدخلات الخارجية. هذه الرؤية المشتركة تمثل أساسًا متينًا لتعزيز العمل الجماعي المشترك ودفع عجلة التنمية في المنطقة.

تونس تؤكد أن الآلية التشاورية الثلاثية لا تشكل بديلاً عن اتحاد المغرب العربي

الآلية التشاورية الثلاثية التي أُنشئت لتعزيز التعاون بين تونس، الجزائر، وليبيا، تأتي كاستجابة للتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها الدول الثلاث. هذه الآلية لا تهدف فقط إلى تنسيق الجهود لمواجهة الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود، بل تتعدى ذلك لتشمل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

اتحاد المغرب العربي يظل خيارًا استراتيجيًا ومكسبًا حضاريًا تسعى تونس وبقية الدول الأعضاء إلى تفعيله على أرض الواقع. وزير الخارجية التونسي نبيل عمار أكد أن هذه الآلية التشاورية لا تشكّل بديلاً عن اتحاد المغرب العربي، بل تكمل الجهود المبذولة لتحقيق التعاون والتكامل الإقليمي. هذا التأكيد يعكس حرص تونس على الحفاظ على الوحدة الإقليمية وتعزيز العمل العربي المشترك، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.

في الختام، تصريحات وزير الخارجية التونسي نبيل عمار تعكس موقفًا رسميًا واضحًا حول التعاون الإقليمي والتحديات المشتركة التي تواجه تونس وليبيا. هذه التصريحات تبرز الأهمية الكبيرة لتعزيز التعاون بين الدول الثلاثة تونس، الجزائر، وليبيا، والعمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة. التزام تونس بدعم الحوار الليبي-الليبي والسعي لتحقيق تسوية سياسية شاملة في ليبيا، يعكس حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في الجارة الجنوبية، بما يخدم مصالح الشعبين الليبي والتونسي ويضمن مستقبلًا أفضل للمنطقة ككل.

عمار: علاقاتنا مع الشركاء التقليديين محفوظة ومستقلة عن التقلبات الدولية

من ناحية أخرى شدد عمار، على أن تونس لن تقبل أبداً بحل ملف الهجرة على حساب بلادها. وفي تصريح جريء، قال الوزير إن السياسة الخارجية التونسية تقوم على تنويع الشركاء الاستراتيجيين والبحث عن شراكات اقتصادية جديدة مع الدول الشقيقة والصديقة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

وأوضح الوزير أن الدبلوماسية التونسية تسعى لتعزيز العلاقات مع مختلف الدول مع الحفاظ على مصالح تونس ومستوى التعاون مع شركائها التقليديين. وتناول الحديث في المقابلة مواضيع متعددة شملت زيارات الوزير الأخيرة إلى البرازيل وبوركينافاسو وكوريا، حيث تم التأكيد على انفتاح تونس على فضاءات جديدة وتنويع الشراكات من خلال تطوير علاقات التعاون مع بلدان القارة الإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية.

عمار: الخطة المستقبلية تتضمن فتح بعثة ديبلوماسية جديدة في ماليزيا

وتطرق الوزير عمار إلى المخاوف الأوروبية بشأن تقارب تونس مع المحور الروسي-الصيني، مشدداً على أن تونس متمسكة باستقلالية سيادتها الوطنية في صناعة القرار الداخلي، ولا تقبل بأي تدخل من أي جهة كانت. وأوضح أن أي من شركاء تونس من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم يصدر تعليقاً رسمياً بشأن علاقات تونس مع بقية شركائها.

فيما يتعلق بملف الهجرة غير النظامية، نفى الوزير بشدة إمكانية حل هذا الملف على حساب تونس، مؤكداً أن تونس تسعى لتعزيز التعاون والتنسيق مع جميع الدول والمنظمات الدولية المعنية لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة. وأشار إلى أن ملف الهجرة كان عنصراً قاراً في محادثاته مع المسؤولين في الكاميرون وبوركينافاسو، حيث تم التوصل إلى تفاهمات حول الإجراءات التي اتخذتها تونس لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة.

وأوضح الوزير أن سياسة تونس الخارجية تقوم على الانفتاح على الفضاءات الجديدة وتنويع الشراكات مع المحافظة على مصالحها ومستوى التعاون مع شركائها التقليديين. وفي هذا السياق، كانت زيارة الوزير إلى البرازيل فرصة للتأكيد على متانة علاقات الصداقة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة بينهما. وأشار إلى أن اختيار البرازيل لم يكن بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة سعي تونس لاستعادة موقعها الطبيعي كأحد أهم مزوّدي السوق البرازيلية بالأسمدة الكيمائية بعد فقدان هذه المكانة خلال العشرية الأخيرة.

كما تناولت المقابلة زيارات الوزير إلى بوركينافاسو وكوريا، حيث أشار إلى أن هذه الزيارات تأتي في إطار تنفيذ التوجهات العامة للسياسة الخارجية التي يضبطها رئيس الجمهورية، وتعمل وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على تجسيمها على أرض الواقع. وأكد أن هذه الزيارات أسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاون شملت مجالات الاستثمار والصناعة والسياحة والتكوين المهني والأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن والشباب والرياضة.

وأكد الوزير عمار أن تونس تسعى لتعزيز تعاونها مع الدول الإفريقية والآسيوية وأمريكا الجنوبية، مع المحافظة على علاقاتها مع شركائها التقليديين في أوروبا. وأشار إلى أن هناك خطة لفتح بعثة ديبلوماسية جديدة في ماليزيا، وربما في بعض الدول الإفريقية الأخرى، وذلك في إطار تعزيز حضور تونس الدبلوماسي في إفريقيا جنوب الصحراء.

وفيما يتعلق بالتحفظات الأوروبية بشأن انفتاح تونس على الشرق، شدد الوزير على أن تونس متمسكة باستقلالية سيادتها الوطنية في صناعة القرار الداخلي، ولا تقبل بأي تدخل من أي جهة. وأكد أن تونس تسعى لتعزيز تعاونها مع جميع الشركاء الدوليين والإقليميين، مع الحفاظ على علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على تطوير وتوضيح العمل الذي تقوم به في إطار الدبلوماسية التونسية، بهدف جلب الاستثمارات الجديدة وخلق أسواق غير تقليدية. وأكد أن جلب الاستثمارات وخلق الأسواق غير التقليدية يتطلب تحديث الإطار القانوني للاستثمار في تونس.

وأكد الوزير أن الدبلوماسية التونسية تسعى لتحقيق أفضل الظروف الممكنة للنجاح في الداخل والخارج، على الرغم من الموارد المحدودة وضغوطات المالية العمومية. وأشار إلى أن الوزارة تجري تقييماً دورياً للأداء، وتتطلع إلى أن يكون رؤساء البعثات على قدر الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم.

وفي الختام، أكد الوزير نبيل عمار أن الدبلوماسية التونسية تسعى لتعزيز حضور تونس على الساحة الدولية، من خلال تنويع الشراكات الاقتصادية والسياسية، وبناء علاقات متينة مع جميع الشركاء، وذلك بهدف خدمة المصالح الوطنية العليا لتونس.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24