في صباح يوم السبت الموافق السابع والعشرين من يوليو لعام 2024، انبعثت نداءات الاستغاثة الصامتة من أعماق البحر المتوسط، حيث استشعرت الأرض في تلك اللحظة بزوغ اضطراب طفيف، معلنةً عن حدوث هزة أرضية بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر. كان ذلك عند الساعة 10:13:55 بالتوقيت المحلي لليبيا، وفقًا لتقارير محطات الرصد الزلزالي العالمية والمركز الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين.
التفاصيل الكاملة للهزة الأرضية صباح اليوم
في البحر، على بُعد حوالي 178 كيلومترًا شمال شرق مدينة مصراته، و347 كيلومترًا شمال شرق العاصمة طرابلس، تمركزت هذه الهزة في منطقة يعرفها العلماء بنشاطها الزلزالي المتجدد. فهي ليست المرة الأولى التي تهتز فيها هذه الأرض، فقد سبق أن سجلت المنطقة هزات أخرى مشابهة في الأعوام الماضية، منها الزلزال الذي ضرب قرب سواحل مصراته في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2009، وبلغت قوته 4.8 درجة.
نشاط زلزالي متجدد في البحر المتوسط قبالة ليبيا
تعرف هذه المنطقة بتصدعاتها الأرضية النشطة التي تمتد عبر البحر المتوسط، مما يجعلها بؤرة لحدوث الهزات الأرضية بين الفينة والأخرى. ورغم ذلك، فإن عمق مركز الهزة الذي بلغ 33.5 كيلومترًا، ووقوعه في عرض البحر، ساهم في عدم شعور السكان بها، حيث مرّت هذه الهزة بسلام دون أن تحدث أضرارًا تذكر.
المعلومات حول هذه الهزة جاءت دقيقة ومفصلة، حيث أظهرت البيانات الجغرافية أن مركز الهزة كان عند الإحداثيات 33°03’14.4″N 16°55’04.8″E. ومع التقييم الدقيق لهذه الهزة، أكد المختصون أن هذه الهزات جزء من النشاط الطبيعي لهذه المنطقة، والذي يتطلب مراقبة مستمرة ودقيقة.
على الجانب الآخر، كان موقع “Volcano Disco” الألماني، المتخصص في رصد الزلازل والبراكين، قد أشار إلى وقوع زلزال بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر على بعد 277 كيلومترًا شمال شرق مدينة مصراته في الساعة 08:15 من صباح نفس اليوم. ومع تباين التقديرات بين المصادر المختلفة، يبقى الأهم هو متابعة هذا النشاط الزلزالي بحذر.
هذه الهزة، على الرغم من عدم تأثيرها المباشر على حياة الناس، إلا أنها تذكيرٌ مستمر بقوة الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها. فهي تذكرنا بأن الأرض تحت أقدامنا هي كائن حي ينبض بالحياة والتحولات، وأن علينا أن نبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة ما قد تجلبه لنا من مفاجآت.
