تواجه مدينة مصراتة أزمة صحية خطيرة تهدد الثروة الحيوانية، حيث انتشر مرض الجلد العقدي والحمى القلاعية بين الأبقار، مما أدى إلى نفوق 2500 بقرة و250 عجل خلال شهر نوفمبر الماضي. هذه الكارثة أثارت مخاوف كبيرة بين مربي الأبقار الذين طالبوا بتدخل فوري من الدولة لحل هذه الأزمة.
وفي تصريح خاص لـ “أخبار ليبيا 24″، قال مدير مكتب الصحة الحيوانية في مصراتة، سالم البدري، إن انتشار مرض الجلد العقدي والحمى القلاعية تسبب في خسائر كبيرة للقطاع الزراعي في المدينة. وأضاف البدري أن حوالي 500 بقرة لا تزال مصابة بهذه الأمراض، مما يشكل تهديدًا مستمرًا للإنتاج الحيواني من الألبان واللحوم.
وأشار البدري إلى أن مرض الحمى القلاعية يعتبر من الأمراض الوبائية الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الحيوانات، وأوضح أن هذه الأمراض ليست جديدة ولكنها تفاقمت مؤخرًا بسبب نقص اللقاحات والإجراءات الوقائية. وأكد أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قامت بتوفير عدد من اللقاحات الخاصة بهذه الأمراض لمحاولة الحد من انتشارها، إلا أن الكميات المتوفرة ليست كافية لتغطية كافة الحاجات.
من جانبه، أصدر مربو الأبقار في مصراتة بيانًا مصورًا أكدوا فيه وجود مرض الجلد العقدي داخل محيط المدينة، متناقضين بذلك مع تصريحات رئيس المجلس الوطني للصحة الحيوانية الذي نفى وجود هذا المرض. وأوضح المربون أنهم اكتشفوا هذه الأمراض يوم 29 نوفمبر 2023، وتم التبليغ عنها للجهات المختصة فورًا، لكن الاستجابة كانت بطيئة وغير كافية.
وحمل المربون الجهات المختصة كافة الإجراءات القانونية والإدارية على هذا التصريح المتناقض، مطالبين الدولة بالتدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر وتؤدي إلى خسائر أكبر في الثروة الحيوانية. وأكدوا أن الاستمرار في هذا الوضع سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بشكل كبير على الإنتاج الحيواني.
وأضاف المربون أن توفير اللقاحات بشكل عاجل وكافٍ هو الخطوة الأولى لمكافحة هذه الأمراض، لكن يجب أيضًا اتخاذ إجراءات وقائية أكثر فعالية لضمان عدم تكرار هذه الأزمة في المستقبل. وطالبوا بتنظيم حملات توعية للمربين حول كيفية التعامل مع هذه الأمراض والحد من انتشارها.
وفي ظل هذه الأزمة، يعاني المربون من ضغوط نفسية واقتصادية كبيرة، حيث إن نفوق هذا العدد الكبير من الأبقار يمثل خسارة مادية ضخمة لهم، ويؤثر على قدرتهم على الاستمرار في هذا النشاط الحيوي. كما أن نقص الدعم والمساعدة من الجهات المختصة يزيد من صعوبة الوضع ويتركهم في مواجهة مفتوحة مع هذه الكارثة.
تأتي هذه الأزمة في وقت يعاني فيه القطاع الزراعي في ليبيا من تحديات كبيرة بسبب الوضع الأمني والاقتصادي غير المستقر، مما يجعل من الصعب على المربين الحصول على الدعم والمساعدات اللازمة. ومع ذلك، يأمل المربون في مصراتة أن تتحرك الدولة والمنظمات الدولية بشكل أسرع وأكثر فعالية لمساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة وحماية الثروة الحيوانية التي تمثل جزءًا أساسيًا من الاقتصاد المحلي.
ختامًا، تظل قضية انتشار مرض الجلد العقدي والحمى القلاعية في مصراتة تتطلب تدخلًا عاجلًا وفعّالًا من كافة الجهات المعنية، بدءًا من توفير اللقاحات اللازمة وصولًا إلى اتخاذ إجراءات وقائية شاملة تضمن حماية الثروة الحيوانية في المستقبل. ويظل الأمل معقودًا على تعاون جميع الأطراف للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.