في ظل الاحتفال بعيد تأسيس الجيش الوطني العربي الليبي الرابع والثمانين، تحدث المحلل السياسي كامل المرعاش عن التحركات الأخيرة التي يقودها الجيش في الجنوب الغربي من البلاد، حيث أكد أن هذه الخطوات تأتي في إطار السعي لاستعادة السيطرة على الحدود الليبية التي أصبحت بوابات مفتوحة لتنقّل الإرهابيين والمتطرفين وتجار السلاح والهجرة غير الشرعية.
وأشار المرعاش في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“ إلى أن هذا التحرك العسكري يأتي في وقت فشلت فيه المجموعات التابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية في القيام بدورها الحيوي في الدفاع عن حدود البلاد، مما دفع الجيش الوطني إلى التدخل. ووصف المرعاش هذه المجموعات بأنها تفضل البقاء في طرابلس والانخراط في صراعات داخلية، غير مبالية بالتحديات الأمنية الكبرى التي تواجه البلاد. وبهذا الصدد، اعتبر المرعاش أن هذه المجموعات ليست لديها النية ولا الإرادة للخروج من العاصمة والتوجه إلى الصحراء لحماية الحدود الليبية التي باتت مستباحة من قبل الجماعات المسلحة.
وأكد المرعاش أن الجيش الوطني العربي الليبي يواصل تحركاته دون أن يُستفز من قبل حفنة من المجموعات المسلحة، رافضًا الانجرار وراء تصعيد عبثي قد يجر البلاد إلى مواجهات غير محسوبة العواقب. وفي الوقت نفسه، عبّر المرعاش عن توقعه بحدوث تحولات كبيرة في المشهد السياسي الليبي، قد تفضي في النهاية إلى حل هذه المجموعات المسلحة وتفكيكها، بل ومحاكمة قياداتها التي تلطخت أيديهم بدماء الشعب الليبي، وتورطوا في أعمال النهب والفساد.
وأضاف المرعاش أن الشعب الليبي بدأ يدرك أن هذه المجموعات المسلحة أصبحت عائقًا أمام تحقيق الأمن والاستقرار، وأن الدعم الشعبي المتزايد للجيش الوطني العربي الليبي يعكس رغبة حقيقية في التخلص من هذه المجموعات التي تعبث بمقدرات الوطن. ويرى المرعاش أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحركات أكثر قوة وحسمًا من قبل الجيش، بالتوازي مع تحولات سياسية كبيرة قد تؤدي إلى إعادة ترتيب الأوراق على الساحة الليبية بما يخدم مصالح الشعب ويحقق الأمان والاستقرار.
وفي ظل هذه التحولات، يؤكد المرعاش أن الجيش الوطني العربي الليبي سيظل القوة الفاعلة والحامية لسيادة البلاد، وأنه على استعداد لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية القادمة بكل حزم. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة المجموعات المسلحة على الصمود في وجه التحولات القادمة، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية التي تدعو إلى تفكيكها ومحاكمة قادتها.
هذه التحركات تضع ليبيا أمام مفترق طرق جديد، حيث يبرز الجيش الوطني العربي الليبي كقوة حقيقية تسعى لحماية البلاد واستعادة سيادتها على كامل أراضيها، في وقت تزداد فيه التحديات الداخلية والخارجية. وما يبقى الآن هو انتظار ما ستؤول إليه هذه التحركات العسكرية والسياسية، التي قد تكون الخطوة الأولى نحو بناء ليبيا جديدة خالية من التهديدات والتحديات التي لطالما عانت منها.