ليبيا الان

جماعات مسلحة تغلق الطريق لليوم الثالث.. معبر رأس اجدير تحت الحصار

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

يستمر إغلاق الطريق المؤدي إلى معبر رأس اجدير الحدودي مع تونس من الجانب الليبي لليوم الثالث على التوالي، مما يزيد من حدة التوتر بين البلدين ويضعف حركة العبور والتجارة. وكانت هذه الخطوة قد اتخذتها جماعات مسلحة في ليبيا بعد مطالبات شعبية وأمنية بخروج القوات العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية من المنطقة.

منذ بداية الإغلاق، توقفت حركة العبور عبر معبر رأس اجدير الحدودي بالكامل. وأفادت مصادر محلية بأن حركة السير على الطريق المؤدي للمعبر قد توقفت بشكل تام، باستثناء السماح بمرور بعض سيارات الإسعاف العائدة إلى ليبيا، مما يعكس تعقيدات الوضع الإنساني في المنطقة. وأدى الإغلاق إلى تجمع أعداد كبيرة من السيارات الليبية في معتمدية بنقردان الحدودية، حيث ينتظر الكثير من المواطنين العودة إلى ديارهم رغم بعد المسافة وصعوبة التضاريس المحيطة بمعبر ذهيبة وازن، الذي يعد بديلاً بعيدًا ومليئًا بالتحديات.

وكانت جماعات مسلحة قد أغلقت الطريق المؤدي إلى معبر رأس اجدير الحدودي بسواتر ترابية، مُطالبةً بإخراج القوات العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة منتهية الولاية من المنطقة. وقال مصدر محلي في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24“،إن هذه الجماعات قد هددت باستخدام القوة ضد أي تحركات عسكرية، مهما كانت تبعيتها، بالقرب من الحدود الإدارية لمدينة زوارة. وأشار المصدر إلى أن “أي قوة عسكرية تقترب من هذه المنطقة ستكون هدفاً مشروعاً وستفتح عليها النيران بشكل مباشر ودون أي تحذير”.

في محاولة لتهدئة الأوضاع، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة منتهية الولاية عن إعادة فتح معبر رأس اجدير الحدودي بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والتطوير. وتم الإعلان عن هذا القرار بعد تأجيل افتتاح المعبر الأسبوع الماضي لأسباب تقنية. وأوضح اللواء عبد المنعم العربي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن “المعبر سيُفتح أمام حركة المسافرين فقط في المرحلة الأولى، مع توقعات بفتح المعبر لاحقًا أمام الحركة التجارية”. ومع ذلك، فإن التوترات المستمرة والمطالب الشعبية قد تعرقل هذه الخطوات وتؤدي إلى تأجيلات جديدة.

تجدر الإشارة إلى أن معبر رأس اجدير كان قد شهد إغلاقات متكررة في الأشهر الأخيرة بسبب احتجاجات شعبية ومناوشات مسلحة. ففي يونيو الماضي، أغلق محتجون المعبر ردًا على سلسلة من القرارات الصادرة عن وزير الداخلية في حكومة الدبيبة منتهية الولاية، والتي وصفوها بأنها تحمل توجهات عرقية وعنصرية ضد الأمازيغ في ليبيا. ومع تصاعد التوترات في المناطق المحيطة بالمعبر، شهدت مدينة زوارة الليبية، التي تقع بالقرب من المعبر، مناوشات عسكرية بين قوات محلية وقوة عسكرية قادمة من خارج المدينة.

إن إغلاق معبر رأس اجدير الحدودي، الذي يُعد شريان حياة حيويًا للتجارة وحركة الأفراد بين ليبيا وتونس، له آثار سلبية كبيرة على كلا الجانبين. فالاقتصاد الليبي يعتمد بشكل كبير على حركة التجارة والعمالة عبر الحدود، والإغلاق المستمر يضر بالمصالح الاقتصادية ويزيد من حدة التوترات الاجتماعية والسياسية. وبالنسبة لتونس، فإن تدفق السلع والأفراد من ليبيا يعد مصدرًا رئيسيًا للدخل، ويؤدي تعطل هذه الحركة إلى تأثيرات سلبية على الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق الحدودية.

في ظل هذه التوترات، يبدو أن الحلول الدبلوماسية والتفاوضية هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وعلى الرغم من التصريحات الرسمية من كلا الجانبين بضرورة إعادة فتح المعبر وضمان حرية الحركة، إلا أن الوضع على الأرض يعكس تعقيدات أكبر تتطلب جهودًا مشتركة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. ويجب على الحكومتين الليبية والتونسية التعاون بشكل وثيق لتجاوز هذه التحديات والعودة إلى حالة من الاستقرار والأمان التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين على كلا الجانبين.

إن استمرار إغلاق معبر رأس جدير يعكس تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، ويشير إلى ضرورة تدخل عاجل من قبل الجهات المسؤولة لفتح قنوات الحوار والتفاوض من أجل التوصل إلى حلول عملية ودائمة. وفي ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة، يبدو أن الأولوية يجب أن تكون لاستعادة الأمن والاستقرار، وضمان حقوق المواطنين في التنقل والتجارة بحرية وأمان.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24