ليبيا الان

تجدد الاشتباكات في طرابلس وسط تلميحات الدبيبة بتمديد السلطة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في ظل الانقسام السياسي العميق الذي يعصف بـ ليبيا، تجددت الاشتباكات العنيفة في العاصمة طرابلس، لتعكس حالة من الاضطراب والتوتر الأمني الذي باتت المدينة تشهده بشكل متزايد في ظل الصراع المستمر بين الميليشيات المختلفة على النفوذ والسيطرة. ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء، اندلعت مواجهات بين عناصر أمنية تابعة لجهازي “الشرطة القضائية” و”دعم الاستقرار” في محيط مقر المخابرات بمنطقة السبعة، وهو ما أدى إلى إغلاق الطرق المحيطة وتفاقم حالة الذعر بين سكان المنطقة.

وقعت هذه الاشتباكات، التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالقرب من سجن الجديدة، حيث تكرر هذا النوع من الاشتباكات المسلحة في الفترة الأخيرة بين الميليشيات التابعة للحكومة منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وبينما لم يتم الإعلان رسمياً عن عدد الضحايا، فإن وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى تسجيل إصابات في صفوف الأطراف المتنازعة، دون تحديد الأعداد بدقة. هذه المواجهات المسلحة تأتي في ظل ما يبدو أنه صراع مستمر على مناطق النفوذ في العاصمة، حيث تتنافس الميليشيات للسيطرة على المواقع الحيوية.

تشير التقارير إلى أن الاشتباكات الأخيرة جاءت على خلفية اعتقال متبادل بين عناصر جهازي “الشرطة القضائية” و”دعم الاستقرار”، وهو سيناريو تكرر في الفترة الأخيرة، مما يزيد من تأزم الوضع الأمني في العاصمة. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه حكومة الدبيبة إلى فرض سيطرتها على المدينة، غير أن الميليشيات المسلحة التي باتت تمثل القوة الحقيقية على الأرض تواصل تنازع السيطرة على المؤسسات الحكومية والشوارع الرئيسية.

وسط هذه الفوضى الأمنية، لم يصدر أي بيان رسمي من حكومة الدبيبة منتهية الولاية بشأن الاشتباكات، ما يعكس تجاهلها المستمر للتحديات الأمنية المتصاعدة في العاصمة. بل على العكس، ظهر الدبيبة في خطاب متفائل مساء الثلاثاء خلال افتتاحه صالة الركاب الجديدة بمطار معيتيقة الدولي، حيث تعهد باستكمال جميع أعمال مطار طرابلس الكبير بحلول نهاية العام المقبل. هذه التصريحات حملت في طياتها تلميحاً واضحاً بنيته البقاء في السلطة على الأقل حتى نهاية عام 2025، رغم انتهاء ولايته رسمياً، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية.

التصعيد الأمني في طرابلس يعكس بشكل مباشر حالة الانقسام السياسي في ليبيا، حيث تتنافس حكومات متعددة على الشرعية وسط غياب حل سياسي شامل. الدبيبة الذي يتمسك بالبقاء في السلطة، رغم انتهاء ولايته، يواجه انتقادات حادة من خصومه السياسيين الذين يرون في خطواته الأخيرة مسعى للتمسك بالحكم بأي ثمن، حتى على حساب استقرار العاصمة. ومع تصاعد هذه التوترات، تتفاقم معاناة السكان المدنيين الذين يجدون أنفسهم عالقين بين صراع الميليشيات والنزاع السياسي.

في ظل هذه التطورات، يظل السؤال المطروح: إلى أين تتجه الأمور في العاصمة طرابلس؟ وهل سيكون هناك أي تحرك جاد من قبل حكومة الدبيبة أو الأطراف الأخرى لحل هذه النزاعات المسلحة؟ التصعيد المستمر يشير إلى أن طرابلس قد تشهد المزيد من الاشتباكات في المستقبل القريب، ما لم تتخذ خطوات حاسمة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة. وحتى ذلك الحين، يبدو أن العاصمة الليبية ستظل ساحة للصراع على النفوذ والسيطرة، وسط غياب رؤية سياسية واضحة لحل الأزمة الراهنة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24