في ظل التحديات السياسية والأمنية المتصاعدة على الساحة الليبية، ووسط التحولات الدولية الكبرى التي تؤثر على موازين القوى، استقبل القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير أركان حرب “خليفة أبو القاسم حفتر”، سفير جمهورية سويسرا لدى ليبيا، جوزيف فيليب رينجلي، في مكتبه بمقر القيادة العامة. اللقاء الذي جمع بين الطرفين يعد علامة بارزة في تعزيز التعاون الدولي بين ليبيا وسويسرا، إذ جاء ليؤكد على الدور المتنامي لحفتر في المشهد الدبلوماسي، وتحديدا في توثيق علاقات ليبيا مع الدول الأوروبية.
تركزت المحادثات بين المشير حفتر والسفير السويسري على عدد من القضايا ذات الأهمية الثنائية، حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية، بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين. وقد أشار المشير حفتر خلال اللقاء إلى أن التعاون مع سويسرا يمكن أن يكون رافعة قوية لتطوير البنية التحتية الاقتصادية في ليبيا، كما أكد على أهمية استفادة ليبيا من الخبرات السويسرية في المجال المصرفي والتكنولوجي.
يشكل هذا اللقاء جزءًا من جهد أوسع يبذله المشير حفتر لبناء شبكة علاقات دولية متينة، تُعزز وتفتح أمام ليبيا آفاقًا جديدة على المستوى الخارجي. يعكس ذلك فهمًا عميقًا من المشير حفتر لأهمية الدبلوماسية في تحقيق الاستقرار الأمني، الأمر الذي يضعه في مركز قيادة مشروع إعادة بناء الدولة الليبية.
يبدو أن المشير حفتر، من خلال هذا اللقاء، يُعزز رؤيته الاستراتيجية التي ترتكز على تحقيق السيادة الكاملة للدولة الليبية، والتي تتطلب بالضرورة بناء علاقات متوازنة مع القوى الدولية. ويرى المراقبون أن هذه الزيارة تأتي في سياق التحضير لمرحلة جديدة من التحولات السياسية والاقتصادية في ليبيا، حيث يُعوّل المشير حفتر على دعم المجتمع الدولي في عملية إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.
تأتي هذه اللقاءات الدبلوماسية في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها ليبيا، مما يعزز من دور القيادة العامة للقوات المسلحة في تحصين البلاد من التدخلات الخارجية وتأمين الحدود. فالقوات المسلحة التي يقودها المشير حفتر، بمواقفها الراسخة وحضورها القوي، تمثل حجر الزاوية في معادلة الأمان الوطني، وركيزة أساسية في استعادة السيادة الليبية.
لا يخفى على المراقبين أن العلاقات الليبية السويسرية قد تشهد انطلاقة جديدة، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها المشير حفتر لتعزيز التعاون الدولي. فمع تعمق التعاون بين البلدين، يمكن أن تصبح سويسرا شريكًا استراتيجيًا لليبيا في العديد من القطاعات، بما في ذلك القطاع المصرفي الذي يُعتبر ركيزة أساسية في إعادة بناء اقتصاد ليبيا.
إذا كانت السياسة هي فن الممكن، فإن المشير حفتر يتقن هذا الفن بجدارة، وهو ما يظهر جليًا في سلسلة اللقاءات الدبلوماسية التي يعقدها مع كبار المسؤولين الدوليين. إن السفير السويسري ليس إلا حلقة في سلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى إعادة تعريف علاقات ليبيا الخارجية، وتمهيد الطريق نحو بناء تحالفات جديدة تكون لها تأثير إيجابي على مستقبل ليبيا.
بينما يسعى المشير حفتر إلى توطيد علاقات ليبيا مع دول العالم، يظل الهم الأكبر للقيادة العامة هو تحقيق الاستقرار الداخلي. فالاستقرار السياسي والأمني هو المفتاح لإعادة بناء الدولة الليبية. ولذلك، فإن المشير حفتر يدرك تمامًا أن هذه اللقاءات الدبلوماسية ليست فقط لتعزيز التعاون الدولي، بل هي أيضًا جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق الاستقرار والازدهار لليبيا.