في خضم كارثة إعصار دانيال التي اجتاحت مدينة درنة، برزت شخصية رحاب علي، مديرة جمعية مسك الختام الخيرية، لتكون رمزًا للأمل والصمود. قادت الجمعية في جهود إغاثية ودعم نفسي وسط مدينة تحولت إلى أنقاض، إذ لم تقتصر مهام الجمعية على تقديم المساعدات المادية فحسب، بل شملت أيضًا إعادة بناء الأمل لدى العائلات المتضررة، وبحسبِ حديثها لوكالتنا.. كانت رحاب تواجه التحديات بتفانٍ وإصرار، حتى حينما كانت الجمعية تفتقر إلى مقر دائم، واصلت عملها من أجل إعادة الأمان والكرامة لأهل المدينة، هذا ما تحدثت عنه رحاب في الجزء الأول من الحكاية، ولمعرفة ماذا حدث بعد ذلك تابعوا معنا الجزء الثاني:
تقول رحاب عن يوم الكارثة: على الرغم من مرور عام كامل على فاجعة درنة، إلا أنني وكل مرة أسمع فيها اسم دانيال أشعر بشعور سيء، وتستطرد: في ذلك اليوم العصيب، كانت تعيش حياة طبيعية، إلا أن الأمطار الغزيرة التي انهمرت بشكل غير مألوف أثارت قلقها. في منتصف الليل، وصلت الكارثة ذروتها عندما غمرت المياه الطابق الأول من منزلها، الذي يقع على مرتفع جبلي، ورغم أن عائلتها كانت في أمان نسبي، لم يخطر ببال رحاب حجم الدمار الذي طال مدينتها.
في اليوم التالي، طلب منها زملاؤها المساعدة في مستشفى شيحة، الذي كان مكتظًا بالجثث، و تقول رحاب: هذه الفاجعة أصابتني بمرض السكري من شدة هول ما رأيته، وتردف قائلة: لقد كان مشهد الجثث المكدسة مروعًا، وفي خلال خمسة أيام متتالية، لم تنم أو تأكل، بل انغمست في العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مع مرور الأيام، تحولت رحاب من مجرد طبيبة متطوعة إلى منقذة، فقد فتحت منزلها للنازحين في اليوم الخامس بعد الكارثة، تصف تلك المرحلة بقولها: كانت الإغاثة عشوائية وغير منظمة، لكننا حاولنا تكثيف جهودنا وتقديم المساعدات بشكل أفضل، وتواصل الحديث.. لم تكن هذه المهمة سهلة، فقد عانت المدينة لثلاثة أشهر من الفوضى قبل أن تبدأ الأمور بالتحسن تدريجيًا.
رحاب لم تتوقف عند تقديم الإغاثة، بل ركزت جهودها على دعم الأيتامن إذ تقدم جمعية مسك الختام اليوم خدمات لـ309 أطفال أيتام و13 طفلًا فاقدي الوالدين، وتعمل على دراسات لدمجهم في المجتمع.
وتقول رحاب لوكالة أخبار ليبيا 24 بفخر: بفضل جهود الإعمار والداعمين المحليين والدوليين، بدأت درنة تعود أدراجها، على حد تعبيرها.
وفي ظل هذه الظروف، تواصل رحاب وفريقها تقديم الدعم والرعاية، مع إيمان راسخ بأن المدينة ستنهض مجددًا رغم كل الصعوبات، ومع كل خطوة جديدة، تبدو قصة رحاب كإرث حيّ لأهل درنة، لكنها لم تكن سوى البداية لتحديات أكبر سيكشف عنه الجزء المقبل والأخير من قصة رحاب رئيسة جمعية مسك الختام الخيرية في مدينة درنة.