أهالي يفرن يحتجون ضد التواجد المسلح: عميد البلدية يدعو القيادة للتدخل الفوري
في مدينة يفرن تتصاعد حالة من الغضب الشعبي تجاه التواجد المسلح للتشكيلات التابعة لأسامة جويلي. بدأت القصة باحتجاج سلمي من أهالي يفرن، الذين خرجوا بأعداد كبيرة أمام أحد مقار الكتائب التابعة للمنطقة العسكرية الغربية، مطالبين بانسحابها من المدينة. هذه الاحتجاجات التي كان هدفها تعبيرًا سلميًا عن رغبة الأهالي في إنهاء أي تواجد مسلح داخل مدينتهم تحولت سريعًا إلى حادثة اشتباك دموي عندما قامت الكتيبة باستخدام السلاح لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين صفوف الأهالي.
خرج الأهالي في مظاهرة سلمية ضد تواجد الكتائب المسلحة، حيث حملوا اللافتات ورددوا الهتافات التي تعبّر عن رفضهم للتواجد المسلح. وبرغم المحاولات السلمية التي بادر بها الأهالي للتفاوض على مدار ثلاثة أيام، وفقًا لعميد المجلس البلدي حسين كافو، إلا أن هذه الجهود لم تؤت ثمارها، بل كان الردّ عنيفًا من قبل الكتيبة، التي استخدمت القوة لتفريق المحتجين.
يقول كافو إن الأهالي يرغبون في حياة هادئة وآمنة بعيدًا عن أي شكل من أشكال العنف أو النزاعات المسلحة. يوضح أن مطالب أهالي يفرن بسيطة وواضحة: انسحاب التشكيلات المسلحة التي لا يرونها إلا كعامل توتر وتعرض للأمن العام. ويضيف قائلاً: “لم يكن هناك داعٍ لاستخدام السلاح ضد متظاهرين عزل أرادوا فقط إيصال صوتهم.”
يؤكد عميد البلدية أنه تم التواصل مع عناصر الكتيبة على مدار ثلاثة أيام كاملة، وذلك بغرض حثّهم على مغادرة المدينة بشكل سلمي وتجنب أي تصعيد أو تصادم مع الأهالي. رغم الجهود المتواصلة، إلا أن الردّ كان بالرفض الصريح، حيث بدت الكتيبة مصرة على التمسك بموقعها داخل المدينة دون اعتبار لمطالب السكان المحليين، مما دفع الأهالي إلى مواصلة احتجاجاتهم.
ومع تفاقم الوضع، وجّه عميد بلدية يفرن دعواته إلى الجهات العليا في الدولة، مشددًا على ضرورة تدخل الجهات المعنية لإصدار أوامر بسحب هذه القوات فورًا من المدينة. ويضيف كافو أن التدخل السريع والحاسم من قبل القيادة العليا بات أمرًا لا مفر منه لاحتواء الأزمة، وضمان أن لا تتصاعد الأحداث بشكل لا يمكن التحكم فيه، مما قد يُعرّض حياة أهالي يفرن للخطر.
وبعد تزايد التوترات والإصابات في صفوف المتظاهرين، عقد أهالي المدينة اجتماعًا طارئًا لمناقشة الوضع الراهن واتخاذ خطوات عاجلة لحماية أمنهم وسلامتهم. في هذا الاجتماع، تم الاتفاق على الاستمرار في الاحتجاجات السلمية حتى يتم انسحاب التشكيلات المسلحة بشكل نهائي من المدينة. يرى الأهالي أن التواجد المستمر للتشكيلات المسلحة يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن المجتمعي في المدينة، ويضيف حالة من التوتر في حياة الناس اليومية.
إن هذا الوضع في يفرن، وإن كان محدودًا من حيث النطاق الجغرافي، إلا أنه يسلط الضوء على معضلة أكبر في ليبيا وهي: انتشار التشكيلات المسلحة وتأثيرها على استقرار المدن والقرى المحلية. إن المشهد المعقد في يفرن يعكس مدى تعقيد التوازنات بين الأطراف المسلحة، وبين المدنيين الذين يسعون إلى حياة كريمة بعيدة عن العنف.
يرى مراقبون أن انتشار الكتائب المسلحة في المناطق المدنية يمثل تحديًا كبيرًا أمام جهود إحلال السلام والاستقرار، ويثير تساؤلات حول قدرة الجهات الأمنية المركزية على فرض سيطرتها في ظل تزايد هذه الكتائب التي تعمل أحيانًا كسلطات موازية داخل المدن.
تبقى المناشدات التي أطلقها أهالي يفرن مرهونة بالاستجابة الفعلية من حكومة الدبيبة منتهية الولاية، وفي حال عدم التدخل بشكل فعّال من قبل الجهات المعنية، فقد تتحول الاحتجاجات السلمية إلى حالة من الصدام المتكرر بين المدنيين والتشكيلات المسلحة، مما يهدد بإشعال فتيل أزمة أكبر وأعمق.