ليبيا الان

سلامة: ليبيا ليست منقسمة إلى شرق وغرب فقط بل أجزاء متعددة يصعب توحيدها

ليبيا – أجرت صحيفة “ديلي صباح” التركية الناطقة بالإنجليزية مقابلة مع المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا غسان سلامة، ركّز فيها على رؤيته للعملية السياسية في البلاد والعقبات التي تواجهها.

عرقلة التقدم السياسي من الداخل

أوضح سلامة خلال المقابلة أن الأطراف الفاعلة في الداخل الليبي تعيق بصورة رئيسية تقدّم العملية السياسية. واستذكر فترة عمله، مبيناً أنه آنذاك عمل مع فريقه على ثلاث نقاط أساسية:

  1. السماح باستئناف إنتاج النفط، باعتباره ركيزة أساسية لحياة الليبيين وموردهم الرئيس.
  2. التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أنّ العاصمة طرابلس تعرّضت لهجمات من جهات مختلفة في عامي 2018 و2019، ما جعل الوصول إلى هدنة أمراً بالغ الصعوبة.
  3. الحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة الليبية قدر الإمكان، رغم التعقيدات الميدانية والسياسية.

أهمية مؤتمر برلين ودور القوى الخارجية

شدّد سلامة على الدور المحوري الذي أدّته قمة برلين في بداية عام 2020، مبدياً تقديره لمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومساهمته في إنجاحها. وأسفرت جهود برلين عن نتائج ملموسة، أبرزها عودة إنتاج النفط بوتيرة أكثر انتظاماً وإن كانت تشهد انقطاعاً أحياناً، فضلاً عن تشكيل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) التي ساهمت في التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

عقبات توحيد المؤسسات والسيطرة على المشهد

اعتبر سلامة أنّ المهمة الأصعب هي توحيد المؤسسات الليبية، سواء عبر إعادة توحيد الحكومتين المتنافستين، أو إجراء الانتخابات، أو الحفاظ على وحدة القضاء. وأشار إلى أنّه كلّما اقترب الوسطاء من تحقيق هذه الغاية، ظهر تحالف من القوى الداخلية أو الخارجية لمنع التقدّم خوفاً من خسارة امتيازاتهم.

مصالح خارجية وقصر نظر

أشار سلامة إلى أن القوى الخارجية تدافع عن مصالحها، وهذا أمر منطقي في نظره، غير أنه دعا هذه القوى إلى الاقتناع بأنّ مصالحها ستكون مصونة بشكل أفضل في ليبيا موحّدة ومستقرّة. واعتبر أنّ ما تخشاه هو احتمال ظهور سلطة ليبية موحّدة لا تكون حليفة لها، واصفاً هذا النهج بأنّه قصر نظر يعيق التقدّم.

أولويات المرحلة الراهنة

شدّد سلامة على أنّ تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال إنتاج النفط وتعزيز الأمن النسبي أكثر أهمية حالياً من التوصل السريع إلى حلول سياسية معقّدة. ولفت إلى أن ليبيا ليست منقسمة ببساطة بين شرق وغرب، بل إلى مناطق عديدة أكثر تشابكاً وتعقيداً، ما يجعل مسألة التوحيد وإعادة بناء مؤسسات الدولة أمراً صعباً يحتاج إلى صبر وعمل دؤوب.

ترجمة المرصد – خاص

 

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة المرصد الليبية