ليبيا الان

مؤتمر لندن يواجه مصير الفشل بسبب تضارب المصالح

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

مع استمرار الجمود السياسي الذي يعصف بليبيا منذ أكثر من عقد، جاء مؤتمر لندن الأخير ليطرح مقترحًا جديدًا: إسقاط الحكومتين الحاليتين وتشكيل حكومة مصغرة ذات مهام محددة. لكن بين طموحات المؤتمر وتحديات الواقع، تظل ليبيا غارقة في حالة من الانقسام السياسي وتضارب المصالح، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

وصاية دولية تخنق القرار الليبي
يرى المحلل السياسي إدريس أحميد أن انعقاد المؤتمرات الدولية حول ليبيا دون إشراك الأطراف الليبية الفاعلة يعكس حالة من الوصاية الدولية على البلاد. هذه الوصاية، بحسب احميد، تستغلها القوى الدولية لتحقيق مصالحها المتضاربة في ليبيا، دون مراعاة لحاجة الليبيين إلى حلول حقيقية.

وأضاف أحميد في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24” أن مؤتمر لندن لم يختلف عن غيره من المؤتمرات السابقة، التي انتهت بتوصيات لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب تضارب المصالح الدولية وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف المتنازعة.

تشكيل حكومة مصغرة: خطوة صعبة في ظل التعنت
المقترح الأبرز الذي خرج به مؤتمر لندن تمثل في إسقاط الحكومتين الحاليتين وتشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة. لكن احميد يشير إلى أن هذا الحل يصطدم برفض الحكومة منتخية الولاية بقيادة عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة. هذا التعنت يعكس، برأيه، إصرار الدبيبة على التمسك بالسلطة، مهما كانت التحديات.

من جهة أخرى، فإن غياب التفاهم الليبي-الليبي يجعل من تنفيذ هذا المقترح أمرًا شبه مستحيل. فالانقسامات الداخلية، إلى جانب النفوذ المتزايد للتشكيلات المسلحة، تقف كعقبات أساسية أمام أي تغيير سياسي حقيقي.

تناقضات المجتمع الدولي وإرادة مفقودة
يشدد احميد على أن الدعوات الدولية لتشكيل حكومة جديدة تعكس تناقضات المجتمع الدولي. فبينما تدعو الدول الكبرى إلى الحلول السياسية، فإنها في الوقت نفسه تدعم أطرافًا محددة داخل ليبيا، مما يعمق الأزمة ويزيد من حالة الارتهان للخارج.

وأضاف أن نجاح أي مبادرة سياسية يعتمد على تفاهم داخلي بين الليبيين أنفسهم، وهو ما يبدو غائبًا تمامًا في ظل استمرار حالة التجاذب السياسي والصراع المسلح.

الإدارة الأمريكية الجديدة: لاعب محتمل أم عقبة إضافية؟
بحسب احميد، فإن الإدارة الأمريكية المقبلة، برئاسة دونالد ترامب، قد تتجه إلى دعم حلول أحادية في ليبيا. هذا السيناريو قد يتضمن تعزيز النفوذ الأمريكي من خلال دعم أطراف محددة لتحقيق الاستقرار الأمني، خاصة مع استمرار التشكيلات المسلحة التي تبقي الحكومات الحالية في السلطة.

لكن هذه السياسة قد تزيد من تعقيد الوضع، خاصة إذا لم تأخذ في الاعتبار الحاجة إلى انتخابات حقيقية بعيدًا عن النفوذ العسكري والسياسي للأطراف المتصارعة.

انتخابات غائبة وأزمات مستمرة
يؤكد احميد أن الحل الوحيد للأزمة الليبية يكمن في إجراء انتخابات حقيقية وشاملة تضمن تمثيل الشعب الليبي بعيدًا عن التأثيرات الخارجية والتشكيلات المسلحة. لكن هذه الانتخابات تتطلب إرادة سياسية مفقودة في الوقت الراهن، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

الدبيبة تحت المجهر: إخفاقات وسلطة بلا شرعية
تواجه حكومة عبد الحميد الدبيبة انتقادات واسعة بسبب فشلها في إدارة الملفات الأساسية. فمنذ توليها السلطة، لم تحقق أي تقدم يذكر في حل الأزمات السياسية أو الاقتصادية. على العكس، استمرت في سياسات تعمق الانقسام وتزيد من حالة عدم الاستقرار.

تعتبر ممارسات الدبيبة نموذجًا صارخًا لحكومات انتقالية تعتمد على الولاءات والتشكيلات المسلحة، بدلًا من العمل على بناء دولة مؤسسات.

ليبيا أمام مفترق طرق
مع اقتراب انتهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة، وفي ظل حالة الجمود السياسي، تجد ليبيا نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما: إما استعادة الثقة والتفاهم بين الأطراف لتحقيق المصلحة الوطنية، أو البقاء رهينة للتدخلات الخارجية والصراعات الداخلية.

ما يحتاجه الليبيون اليوم هو إرادة سياسية حقيقية لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة. لكن دون تجاوز العقبات الحالية، سيبقى المشهد الليبي في دوامة من الفشل والتبعية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24