ليبيا الان

جهود إفريقية متعثرة لتحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

زيارة رئيس الكونغو برازفيل دينيس ساسو نغيسو إلى ليبيا تكشف مرة أخرى عن تعقيدات المشهد الليبي الذي لا يبدو أنه يتجه نحو حل قريب. بدعوة من الاتحاد الإفريقي وبمبادرة تحمل طابع المصالحة الوطنية، اختار نغيسو، بصفته رئيس اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا، أن يختبر صبره في مواجهة قادة ليبيين غارقين في صراعات داخلية لا تنتهي.

سلّم نغيسو ميثاق المصالحة الذي أعدّه الاتحاد الإفريقي إلى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وسط آمال تبدو بعيدة المنال أن يناقشه الأطراف الليبية ويتفقوا عليه. إلا أن الميثاق، حسب مصادر قريبة من المجلس الرئاسي، لم يحمل جديدًا يُذكر عن المبادرات السابقة التي سقطت ضحية الانقسامات.

إلى جانب المنفي، التقى نغيسو برئيس الحكومة منتهة الولاية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الليبية أسامة حماد، في محاولة لتوسيع دائرة الدعم. كما جمعته محادثات بالمشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ما يشير إلى محاولته موازنة اللقاءات بين مختلف الأطراف. المشير حفتر، بدوره، قدّم مبادرة جديدة للمصالحة،لمواجهة الانقسامات العميقة.

دخل ملف المصالحة في أتون الصراع بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب. ففي نوفمبر الماضي، أعلن مجلس النواب عزمه إصدار قانون المصالحة الوطنية بشكل أحادي، ما أثار اعتراض المجلس الرئاسي الذي يعتبر الملف من صلاحياته الحصرية. هذه الانقسامات تُفاقم تعقيد المبادرة الأفريقية، وتحوّل المصالحة إلى ورقة تُستخدم لتصفية الحسابات السياسية.

مؤتمر المصالحة الذي كان من المفترض أن يُعقد في سرت، ثم في أديس أبابا، بات مجرد حلم مؤجل. رفض أنصار النظام السابق المشاركة في سرت أدى إلى تأجيله. والآن، يواجه المؤتمر المزمع عقده في يناير في أديس أبابا شبح التأجيل مجددًا، ما يثير تساؤلات حول جدية الأطراف الليبية في الالتزام بالمصالحة.

عبد الحميد الدبيبة، الذي لم يكتفِ بإضعاف مؤسسات الدولة من خلال سياساته الانفرادية، يتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تعثر المصالحة. فبدلاً من العمل على خلق بيئة سياسية جامعة، اختار الدبيبة طريق المراوغة والمصالح الشخصية. خطابه عن “الحوار الليبي الشامل” يفتقر إلى الخطوات العملية، ما يُظهر عجزه عن قيادة مرحلة حرجة كهذه.

زيارة الرئيس الكونغولي لم تُسفر عن اختراقات حقيقية. فكما كان متوقعًا، عاد نغيسو محملاً بالوعود دون نتائج ملموسة. المبادرة الأفريقية، رغم نواياها الحسنة، تواجه تحديات ضخمة تتجاوز قدرات اللجنة الإفريقية.

المصالحة الوطنية في ليبيا تحتاج إلى أكثر من مجرد مبادرات سياسية. تتطلب رؤية واضحة وإرادة صادقة من الأطراف كافة، وهو ما يبدو غائبًا في الوقت الراهن. ومع استمرار الانقسامات والصراعات، يبقى السؤال: هل يمكن للاتحاد الأفريقي أن يلعب دور الوسيط الفاعل، أم أن ليبيا ستظل رهينة أزماتها؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24