بينما تتهيأ ليبيا لاستقبال منخفض جوي جديد، تتوجه الأنظار نحو الساحل الشرقي حيث تشير توقعات مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء وتطبيقاته إلى أمطار غزيرة إلى غزيرة جداً تمتد عبر مناطق الخليج، سهل بنغازي، ومرتفعات الجبل الأخضر. هذه الحالة الجوية، التي بدأت فعلياً وفقاً لصور الأقمار الصناعية، قد تبدو مألوفة لسكان المنطقة، لكنها تحمل تحذيرات جادة، خصوصاً لأولئك القاطنين في المناطق المنخفضة أو القريبة من مجاري الأودية.
كشفت المؤسسة عن كميات الأمطار المسجلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث سجلت الحمدة أعلى معدل بـ 4.7 ملم، تلتها شحات بـ 3.9 ملم، وجردس العبيد بـ 2.6 ملم. بينما توزعت النسب الأدنى بين مصراتة السكيرات بـ 2 ملم، تاجوراء بـ 1.5 ملم، والبيضاء بـ 1.4 ملم، مع تسجيل زليتن لأقل معدل بـ 0.4 ملم.
لم تقتصر التحذيرات على الأرض، بل امتدت لتشمل البحر. إذ نبهت المؤسسة الصيادين وأصحاب الأنشطة البحرية بخطورة دخول البحر خلال الأيام القادمة، حيث من المتوقع أن يصل ارتفاع الأمواج إلى 4 أمتار أو أكثر، مما يشكل خطراً حقيقياً على سلامة مرتادي البحر.
من جهة أخرى، أشارت مؤسسة رؤية إلى أن معدلات الهطول المتوقعة ستكون ضمن الحدود الطبيعية، مما يطمئن الجميع بأن الأمطار ستكون “خيراً” على ليبيا. لكن في المقابل، دعت المواطنين إلى توخي الحذر في المناطق المنخفضة والمجاورة لمجاري الأودية، نظراً لاحتمالية تجمع المياه وعرقلة السير في الطرقات.
ولا تقتصر التأثيرات الجوية على ليبيا فقط؛ إذ تشير المؤسسة إلى أن شمال تونس وشمال الجزائر المحاذية لتونس ستشهد أمطاراً جيدة الليلة. أما على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، فستكون الأمطار حاضرة في لبنان ومدن الساحل السوري، وصولاً إلى محافظتي حلب وإدلب. وفي مصر، من المتوقع أن تحظى الإسكندرية وبورسعيد بنصيب من الأمطار.
في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير الجوية عن استمرار تأثير المنخفض حتى يوم الجمعة، يبقى السؤال الأبرز: كيف ستتعامل الجهات المختصة والمواطنون مع هذا الوضع الجوي الاستثنائي؟
الأمطار، رغم كونها نعمة، تحمل معها تحديات تستدعي الحذر والتخطيط لضمان السلامة العامة. ويبقى المأمول أن تتحول هذه التحذيرات إلى خطوات فاعلة تضمن تجاوز التأثيرات السلبية لهذه الحالة الجوية، بسلام وأمان.
