ليبيا الان

ليبيا تسعى لتوحيد الجهود الأمنية عبر مركز مشترك

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في خطوة تعكس التوافق النادر بين الأطراف الليبية، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن اتفاق بين ممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية من الشرق والغرب على تأسيس مركز مشترك للتواصل وتبادل المعلومات. يهدف هذا المشروع الطموح إلى توحيد الجهود لتأمين الحدود الليبية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وسط دعم دولي من مجموعة العمل الأمنية الخاصة بمؤتمر برلين.

اجتمع ممثلو القطاعات الأمنية من مختلف أنحاء البلاد على مدار يومين في طرابلس، حيث شهد اللقاء مناقشات حيوية حول آليات تأمين الحدود الليبية، التي تمثل خط الدفاع الأول للأمن القومي. المركز المشترك، المقرر أن يضم ممثلين عن جميع المؤسسات المعنية، يُنظر إليه كجسر حيوي يربط بين الأطراف الليبية، ويساهم في تعزيز قنوات التواصل والتنسيق.

“أمن الحدود ليس مجرد أولوية وطنية، بل هو أيضًا مسؤولية دولية”، هكذا علق علي خلخال، مسؤول شعبة المؤسسات الأمنية في بعثة الأمم المتحدة، الذي شدد على أن هذا المركز سيصبح نموذجًا عمليًا للشراكة الفاعلة بين المؤسسات الأمنية.

تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات متزايدة مرتبطة بالهجرة غير النظامية والتهديدات الإرهابية. وقد عبّر أحد المشاركين عن آماله قائلًا: “الهدف هو ليبيا موحدة. كل جهد للتنسيق والتعاون ذو معنى بالنسبة لنا”. هذه الكلمات تعكس روح التفاؤل التي هيمنت على الاجتماع، حيث اتفق المشاركون أيضًا على تسريع إنشاء مركز دراسات استراتيجية يُعنى بمواجهة التحديات المستقبلية.

لم يكن الدعم الدولي غائبًا عن هذا المشهد، إذ أكد ممثلو مجموعة العمل الأمنية استعدادهم لتقديم التدريب المتخصص والمعدات الحديثة اللازمة لتعزيز أمن الحدود. ومن بين المقترحات التي نوقشت، تم التركيز على توظيف التقنية المتطورة وتوفير الموارد المالية الكافية.

“الحدود هي خط الدفاع الأول، لكن الحفاظ عليها يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا”، أضاف أحد المشاركين، مشيرًا إلى أهمية الشراكة بين ليبيا وجيرانها.

تأمين الحدود الليبية ليس بالمهمة السهلة. فمع المساحة الشاسعة التي تمتد عبرها هذه الحدود، تظل المخاطر الأمنية تهديدًا دائمًا. ومع ذلك، فإن الاتفاق على هذا المركز المشترك يشير إلى بداية مرحلة جديدة من التعاون الوطني. وقد أكد المشاركون على أهمية اتخاذ خطوات عملية وسريعة لتعزيز التنسيق، من خلال تبادل المعلومات وتطوير استراتيجية شاملة.

تُعد هذه المبادرة جزءًا من رؤية أوسع لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وهي رؤية تتطلب التزامًا من جميع الأطراف. فإذا نجح هذا المركز في أداء دوره، فإنه لن يعزز الأمن الداخلي فقط، بل سيساهم أيضًا في حماية المنطقة بأكملها من التهديدات المشتركة.

توافق الليبيين على تأسيس مركز مشترك لتأمين الحدود يُعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والأمن. ومع الدعم الدولي والتنسيق الوطني، قد يصبح هذا المشروع بداية لعصر جديد من التعاون الذي تحتاجه ليبيا لاستعادة مكانتها كدولة موحدة وآمنة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24