ليبيا الان

عقول مصرفية سجينة السيولة والتغيير قادم لا محالة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في زمن تتسارع فيه التحولات الاقتصادية وتتشابك الأزمات، يظهر صوت الخبير الاقتصادي، مختار الجديد كصرخة في وجه الجمود والتقليدية. حديثه عن أزمة السيولة لم يكن مجرد تحليل مالي جاف، بل كان كشفًا عن حالة ذهنية تعاني منها المصارف، حالة من “الأسر الفكري” للسيولة وكأنها الوحش الذي يتحكم بكل القرارات.

يبدأ الجديد من خلال عدة منشورات له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ورصدتها “أخبار ليبيا 24“ كلماته بجملة صادمة: “لن تحل أزمة السيولة مادامت عقولنا أسيرة لها”. بهذه العبارة، لا يشير فقط إلى أزمة مالية بل إلى أزمة في التفكير ذاته. يرى أن العقلية المصرفية، سواء في مصرف ليبيا المركزي، أو المصارف التجارية، ما زالت عالقة في دائرة مغلقة من التفكير التقليدي، تركّز فقط على توفير السيولة بدلًا من البحث عن حلول مبتكرة تعيد تنشيط الاقتصاد ككل.

القائد الذي يصنع الفرق
مختار لا يتحدث عن القيادة كمنصب بل كنهج. يقول: “القائد الحقيقي هو من يذهب في خطوات إلى الأمام”، مشيرًا إلى أن القيادة الحقيقية تعني المغامرة والتقدم بثقة حتى عندما يخشى الجميع الحركة. فبدلًا من التوقف مع الحشود والتفكير مثلهم، على القادة المصرفيين كسر النمط وخلق فرص جديدة.

زمن الطوابير انتهى
واحدة من أقوى رسائل مختار الجديد كانت تسليط الضوء على أن “زمن الطوابير قد ولى”. مشاهد الزبائن المنتظرين عند شبابيك المصارف، متسائلين عن أرصدتهم أو حاملين دفاتر الشيكات، يجب أن تصبح جزءًا من الماضي. التكنولوجيا المصرفية في طريقها إلى إعادة تشكيل المشهد بالكامل. “في ظرف خمس سنوات سيتغير كل شيء”، هكذا يتوقع مختار، مؤكدًا أن من لا يتطور الآن سيتلاشى غدًا.

التغيير قادم… لكن من سيصمد؟
مختار يتنبأ بمستقبل لا يبقى فيه سوى المصارف التي تتبنى التغيير بجرأة. يتوقع أن “تصعد مصارف صغيرة كانت تبدو هامشية” بينما تتلاشى مصارف كبرى بقيت عالقة في عقلية الماضي. يربط بين الأداء المصرفي والنموذج الإنتاجي: فهناك مصارف تمنح قروضًا إنتاجية يستفيد منها الجميع، بينما أخرى تكتفي بتحصيل العمولات، تفكر فقط في ربحها اللحظي.

منافسة إلكترونية وواقع جديد
المشهد المصرفي بدأ يتغير بالفعل. فكما أشار مختار، “مصرف شمال أفريقيا” أعلن مؤخرًا عن توزيع ماكينات نقاط البيع مجانًا، ليتبعه “مصرف الجمهورية” بالمثل. هذه الخطوات ليست مجرد مبادرات تسويقية، بل دلائل على أن المصارف بدأت تفهم أن المستقبل رقمي بالكامل. ومع استمرار هذه الوتيرة، يتوقع مختار أن تصبح المعاملات النقدية أقل شيوعًا وأن تنتهي أزمة السيولة قريبًا.

الاقتصاد المصرفي… بين الفائدة الفردية والمصلحة العامة
في طرحه العميق، يقارن مختار بين المزارع والتاجر، بين من ينتج لينفع المجتمع ومن يربح لنفسه فقط. يطرح سؤالًا ضمنيًا حول الدور الحقيقي للمصارف: هل هي مؤسسات تهدف لربح ذاتي فقط؟ أم أنها محركات للاقتصاد تخدم المجتمع؟

المصارف التي تدعم الإنتاج وتمنح قروضًا تنموية تعزز الاقتصاد بأكمله. أما تلك التي تفرض عمولات باهظة وتقدم خدمات محدودة فهي تعيق النمو بدلاً من دعمه.

دعوة للتحرر
كلمات مختار الجديد ليست مجرد نقد بل دعوة صريحة إلى التحرر الفكري في القطاع المصرفي. فالقيود ليست فقط أرقامًا ومعاملات، بل أيضًا أفكارًا وأساليب قديمة تحتاج إلى تجديد. إنه يرى أن التغيير ليس خيارًا بل ضرورة… فمن يبقى متشبثًا بالماضي لن يجد مكانًا في المستقبل.

التحدي الأكبر أمام المصارف اليوم ليس أزمة السيولة فحسب، بل كيفية كسر قيود التفكير النمطي. المستقبل ينتظر من يتجرأ على التغيير.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24