ليبيا الان

خطر خطاب الكراهية يهدد وحدة ليبيا واستقرارها

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

 

ليبيا… بين كلمات مشتعلة وسلام مهدد: صراع الإعلام وخطاب الكراهية

في لحظة تترنح فيها ليبيا بين آمال السلام وشبح الانقسام، جاء صوت بعثة الأمم المتحدة ليعصف بجمود الصمت ويصرخ محذرًا من خطر يتسلل كالنار في الهشيم: خطاب الكراهية. ذلك العدو الخفي الذي لا يرى بالعين المجردة لكنه يُخلف وراءه رمادًا من الفرقة والدمار.

على مدى يومين، اجتمع ممثلو اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، والمراقبون المحليون، واللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية في ندوة احتضنتها تونس. لكن الأجواء لم تكن دافئة، بل مشحونة بثقل مسؤولية عظيمة: كيف نكبح هذا الخطاب المتفشي؟ كيف نعيد الكلمة إلى حضن العقل بعيدًا عن مستنقع التحريض؟

خطاب الكراهية… الوجه القاتم للإعلام
في ليبيا اليوم، لم تعد الرصاصات وحدها تهدد الأرواح، بل الكلمات أيضًا. كلمات مُحمّلة بالغضب، بالانقسام، وبالدعوات المباشرة وغير المباشرة للعنف. جلسات النقاش تناولت عمق هذه المشكلة، حيث بدا واضحًا للجميع أن وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحات معارك افتراضية، تُطلق فيها الكلمات كسلاح لا يقل فتكًا عن الرصاص.

أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة استعرضوا تأثير هذا الخطاب على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020، مُشيرين إلى أن الخطاب التحريضي لا يكتفي بتسميم العقول بل يهدد أيضًا أسس السلام الهشة التي قامت بعد سنوات من الصراع.

بعثة الأمم المتحدة… ناقوس الخطر
من قلب هذه المناقشات، جاءت دعوة بعثة الأمم المتحدة واضحة وصارمة: “يجب وقف التحريض فورًا!”. لكن الأمر لم يكن مجرد نداء عابر، بل تحذير مبني على وقائع مقلقة. وفقًا لتقارير البعثة، فقد ازداد انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية بنسبة ملحوظة، مع تزايد الحملات المنظمة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعميق الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد.

بعثة الأمم المتحدة استندت في دعوتها إلى المادة الخامسة من اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبة السلطات الليبية بتحمل مسؤولياتها. فهي ليست مجرد مسألة خطاب حرية تعبير، بل مسألة أمن قومي وسلام اجتماعي.

قرار مجلس الأمن… التذكير بالواجبات
في ظل هذا المشهد المقلق، ذكّرت البعثة جميع الأطراف الليبية بقرار مجلس الأمن رقم 2755 (2024)، الذي نصّ صراحةً على ضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى تحريضي أو مضلل. لكن هل الالتزام بالقوانين كافٍ إذا لم تُترجم إلى أفعال ملموسة؟

توصيات… أم بداية جديدة؟
مع اختتام الندوة، خرج المشاركون بعدد من التوصيات التي وُصفت بالحاسمة:

ختامًا… الكلمة قد تُنقذ أو تُدمّر
ليبيا الآن تقف عند مفترق طرق حاسم. فإما أن تتحول الكلمة إلى جسر يصل بين أطياف المجتمع المختلفة، أو تبقى سلاحًا يشق الصفوف ويمزق النسيج الاجتماعي. بعثة الأمم المتحدة وضعت النقاط على الحروف، لكن التنفيذ يبقى التحدي الأكبر. فهل يُمكن أن ينتصر صوت الحكمة على ضجيج الكراهية؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24