ليبيا الان

حرائق غامضة بالأصابعة.. منازل تلتهمها النيران بلا تفسير

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في قلب الجبل الغربي، وتحديدًا في مدينة الأصابعة الوادعة، اندلع كابوس مفاجئ قلب حياة سكانها رأسًا على عقب. حرائق غامضة التهمت أكثر من عشرين منزلًا خلال يومين فقط، وسط ذهول السكان وحيرة السلطات. منازل تحترق بلا سبب واضح، وألسنة اللهب تتصاعد كأنها تستهدف المدينة عن عمد، بينما يقف الجميع عاجزين أمام هذا الغموض.

الأصابعة، التي تحتضن قرابة 65 ألف نسمة، وجدت نفسها فجأة في مواجهة كارثة لا تملك أدوات التصدي لها. سيارة إطفاء وحيدة تقف كالجندي المنهك في معركة خاسرة، عاجزة عن مجاراة امتداد النيران. عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف، وصف الوضع بـ“الكارثي”، مؤكدًا أن النقص الحاد في الإمكانيات يحول دون السيطرة الفعالة على الحرائق.

وقال المقطوف: “نحن في سباق مع الزمن. الحرائق تلتهم منازلنا ونحن نفتقر لأبسط المعدات لمواجهتها”. ورغم نداءاته المتكررة للسلطات بتوفير سيارات إطفاء إضافية، لم تصل المساعدات بالسرعة المطلوبة.

الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد طالبت الجهات المختصة باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة حرائق الأصابعة، فيما أكدت وزارة الصحة بالحكومة الليبية متابعتها عن كثب للحرائق، داعية لتقديم الدعم الطبي والإسعافي للمصابين، كما طالبت الأجهزة الأمنية بالتحقيق في أسباب الحرائق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها، مؤكدة استعدادها التام للتضامن والمساعدة

بناءً على تعليمات رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم تعليمات رئيس اللجنة العليا لبرنامج حصين، تَمَّ تشكيل غرفة مشتركة لإدارة عمل لجنة حصين داخل مدينة الأصابعة، وتقديم كافة المساعدات المتاحة لهم، وهذه الغرفة المشتركة مؤلفة من أعضاء من اللجنة العليا لبرنامج حصين ورؤساء لجان حصين الفرعية بالمناطق المجاورة والقريبة من مدينة #الأصابعة حرسها الله وأهلها أجمعين.

حكومة عبد الحميد الدبيبة، منتهية الولاية، أعلنت فتح تحقيقات عاجلة لكشف ملابسات الحادثة. تعليمات صدرت لرئيس هيئة الأمن والسلامة، وطُلب من الأجهزة الأمنية التعاون الكامل. ومع ذلك، وبعد مرور أيام، ما زال السبب غامضًا.

عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف، أصدر أوامره لجهاز المباحث الجنائية بفتح تحقيق موسع، مؤكدًا على ضرورة التنسيق بين الجهات المختلفة. فرق متخصصة وصلت إلى موقع الحريق، لكن نتائج التحقيقات لا تزال غائبة.

من قلب الحدث، تحدث سيف الزين، أحد حكماء الأصابعة، عن معاناة السكان قائلاً: “الوضع لا يُحتمل. نحن نشاهد منازلنا تحترق ولا نستطيع فعل شيء. سيارات الإطفاء غير كافية والمعدات الطبية شبه منعدمة”.

الزين أكد أن الحرائق الجديدة صباح الثلاثاء التهمت 8 منازل إضافية، وأصيب العديد من السكان بحروق خطيرة. مشاعر الخوف والقلق تسيطر على الأهالي الذين يشعرون بأن مدينتهم تُترك وحيدة في مواجهة النيران.

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أعربت عن قلقها البالغ إزاء الحرائق، داعية السلطات الليبية إلى تسريع التحقيقات وتقديم المساعدات العاجلة. كما ناشدت المجتمع الدولي لتقديم الدعم الفني واللوجستي لضمان احتواء الأزمة.

وسط هذا المشهد المأساوي، بدأت الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم. البعض تحدث عن أسباب مفتعلة خلف الحرائق، بينما ربط آخرون الأمر بظواهر خارقة للطبيعة. ورغم كل هذه التكهنات، لا تزال الحقيقة غائبة.

بعض الخبراء أشاروا إلى احتمال وجود عوامل بيئية أو كهربائية أدت إلى اشتعال النيران، بينما لم تستبعد الجهات الأمنية فرضية العمل الإجرامي.

كارثة الأصابعة كشفت عن هشاشة منظومة الطوارئ في العديد من المدن الليبية، وأظهرت الحاجة الملحة لتحديث إمكانيات الدفاع المدني وتوفير خطط استجابة سريعة للكوارث.

ورغم الألم والمعاناة، أظهر سكان الأصابعة تلاحمًا نادرًا، حيث سارع الجيران لمساعدة المتضررين، وظهرت مبادرات تطوعية لتقديم المساعدات الغذائية والطبية.

في النهاية، تبقى الأصابعة مدينة جريحة تنتظر إجابات وتبحث عن الأمل وسط الركام. التحقيقات لا تزال جارية، لكن سكانها يأملون أن تحمل الأيام القادمة أخبارًا تضع حدًا لهذا الكابوس وتعيد الطمأنينة إلى قلوبهم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24