ليبيا الان

لغز الحرائق في الأصابعة.. 150 منزلًا تحترق والغموض مستمر

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في قلب الأصابعة، تحوّل الليل إلى نهار مشتعل، والأرض إلى جحيم لا يهدأ. هناك، حيث كان السكون يلفّ المدينة الجبلية الوادعة، جاءت الحرائق لتُعيد رسم المشهد بالنيران والرعب والتساؤلات التي لا إجابة لها.

لم تكن الأصابعة في يومٍ من الأيام معتادةً على الكوارث. بل كانت مدينةً هادئةً، لا يكاد يُسمع فيها إلا صدى خطوات العائدين إلى بيوتهم مع غروب الشمس، أو أصوات أطفال يلهون في أزقتها. لكن منذ أسبوع، تغيّر كل شيء.

الحرائق تتوسع.. والبيوت تُلتهم واحدًا تلو الآخر

عندما اندلع الحريق الأول، لم يتوقع أحد في ليبيا أن الأمر سيتفاقم بهذه الصورة. ثلاثون منزلًا احترقت في الأيام الأولى، ثم مئة وعشرون بحلول نهاية الأسبوع، واليوم يُعلن عميد البلدية عماد المقطوف أن الرقم قد بلغ 150 منزلًا.

المفزع في الأمر ليس فقط حجم الدمار، بل في أن بعض المنازل اشتعلت فيها النيران أكثر من مرة، وكأن هناك قوة خفية تصرّ على التهامها.

فرق الطوارئ تكافح.. والناس يعيشون في قلق

وسط الدخان الكثيف، تتحرك سيارات الإسعاف والإطفاء بلا توقف. رجال الدفاع المدني يواصلون معركتهم ضد ألسنة اللهب، لكن لا أحد يعلم متى ستنتهي.

“الوضع مستقر نسبيًا”، هكذا وصفه عميد البلدية، لكن الاستقرار هنا يبدو هشًا، مع استمرار الحرائق بشكل غير مفهوم. الفرق البحثية تجوب المكان، تحاول فهم ما يحدث، لكن دون جدوى حتى الآن.

لغزٌ بلا حل.. من أشعل الشرارة الأولى؟

تعدّدت الروايات حول أسباب هذه الحرائق. عمران القيب وزير التعليم العالي بحكومة الدبيبة منتهية الولاية خرج بتصريح مفاجئ: “الهزة الأرضية الخفيفة التي ضربت المنطقة تسببت في تسرب غازات من باطن الأرض، مما أدى إلى اشتعال النيران”.

لكن حكومة الدبيبة منتهية الولاية سارعت إلى نفي ذلك، مؤكدةً أن التحقيقات ما زالت جارية، وأن لا شيء محسوم حتى اللحظة.

هذا التضارب في التصريحات أثار استياء سكان الأصابعة. فكيف يمكن أن تبقى الأسباب مجهولة بعد كل هذه الأيام؟ وكيف تُلقى تصريحات غير مؤكدة تُقلق الناس وتزيد من مخاوفهم؟

غضب واحتجاجات.. والمتضررون بلا مأوى

لم يكن أمام السكان سوى الانتظار، لكن الانتظار وسط اللهب واليأس أمر لا يُحتمل. بعضهم خرج في احتجاجات غاضبة، مطالبين الحكومة بتحرك سريع لتعويض المتضررين، فيما اختار آخرون الهروب إلى القرى والمدن المجاورة، خوفًا من أن تبتلعهم النيران في أي لحظة.

“خسرنا كل شيء”، يقول أحد المتضررين، وهو يقف أمام منزله الذي لم يبقَ منه سوى جدران سوداء متفحمة. “الأثاث، الملابس، الذكريات.. كلها ذهبت في لحظة!”.

ومع حلول شهر رمضان، ازدادت معاناة العائلات. العشرات منهم يعيشون الآن في منازل أقاربهم، لكن إلى متى؟ لا أحد يعلم.

إعادة البناء.. حلم بعيد المنال

في ظل الغموض الذي يلفّ أسباب هذه الكارثة، باتت الأسر تتردد في إعادة بناء منازلها. ما الفائدة إذا كانت النيران ستعود مجددًا؟ يقول أحد سكان الأصابعة: “بعض المنازل اشتعلت أكثر من مرة، كيف نثق بأننا سنكون بأمان بعد إعادة البناء؟”.

بعض الأهالي قرروا المغادرة نهائيًا، فقد تحوّلت مدينتهم إلى مكان لا يُطاق. أما أولئك الذين اختاروا البقاء، فهم يعيشون وسط قلق دائم، مترقبين أي شرارة جديدة قد تعيد الكابوس من جديد.

بين الإهمال الحكومي والانتظار القاتل

ما يزيد من معاناة السكان هو تباطؤ الحكومة في تقديم المساعدات اللازمة. حتى الآن، لم تُحدد الجهات المعنية أي برنامج تعويض واضح، ولا تزال العائلات تحاول التعايش مع الخسائر، بينما تواصل فرق البحث دراسة الأسباب المحتملة.

لكن، هل يمكن للوقت أن يطفئ الغضب؟ أم أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا شعبيًا؟

الأيام وحدها ستكشف المصير الذي ينتظر الأصابعة، بين نارٍ مشتعلة، وحكومة تُطفئ الأمل ببطء.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24