ليبيا الان

منخفض جوي وأمطار غزيرة تهدد الغرب الليبي بالفيضانات

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

الغيوم تتلبد فوق الغرب الليبي: هل نحن أمام كارثة مناخية؟

في المساء الهادئ الذي يسبق العاصفة، حيث ينام البحر المتوسط على شواطئ ليبيا متكاسلاً، تنذر الرياح القادمة من الغرب بمشهد مختلف تماماً. غيوم داكنة تزحف ببطء، تحشد قواها في الأفق، وكأنها تستعد لمعركة محتدمة مع الأرض. في قلب هذه التوقعات المثيرة للقلق، يخرج المركز الوطني للأرصاد الجوية بتحذيراته الجادة، معلناً عن منخفض جوي قادم يحمل معه سحباً رعدية وأمطاراً غزيرة، في مشهد يذكر بالكوارث الطبيعية التي تكررت في ليبيا خلال الأعوام الماضية.

مدير مكتب الإعلام بالمركز الوطني للأرصاد الجوية، محيي الدين علي، كان واضحاً في تصريحاته التي دقت نواقيس الخطر، محذراً من أن المناطق الغربية للبلاد ستشهد حالة من عدم الاستقرار الجوي تبدأ مساء الأربعاء، حيث تبدأ الرياح في التغير، تليها تجمعات كثيفة للسحب مع صباح الخميس. وفي حين أن التحذيرات الأولية كانت تركز على المناطق الحدودية مع تونس، إلا أن علي شدد على أن جميع المناطق تبقى تحت التأثير المحتمل لهذه الاضطرابات الجوية.

من ترهونة إلى بني وليد، ومن مصراتة إلى الخمس، ستحمل السماء معها أمطاراً غزيرة قد تتسبب في سيول جارفة، وهو ما يعيد للأذهان المشاهد المؤلمة التي عاشتها بعض المدن الليبية مؤخراً، حيث تحولت الطرقات إلى أنهار متدفقة، وانجرفت السيارات كأوراق خريفية في مهب الريح.

لكن التحذيرات لم تقف عند هذا الحد، فقد جاءت تعليمات رئيس اللجنة الوطنية للطوارئ في حكومة الدبيبة منتهية الولاية برفع درجة التأهب إلى أقصى مستوياتها، حيث تم توجيه أجهزة الإسعاف والطوارئ، وشركات المياه والصرف الصحي، إلى الاستعداد الكامل لمواجهة التقلبات الجوية المحتملة، وخاصة في مدن غدامس، الحمادة، نالوت، والقريات، إضافةً إلى مناطق الجبل الغربي والساحل الممتد من رأس جدير إلى مصراتة.

في الشوارع، يختلط الترقب باللامبالاة، حيث يعتاد البعض على مثل هذه التحذيرات دون اتخاذ إجراءات جدية، فيما يسارع آخرون إلى اتخاذ تدابير وقائية، خاصة في المناطق التي شهدت سابقاً كوارث مناخية مشابهة. ومع تصاعد المخاوف من جريان الأودية، يطالب المختصون السكان بالابتعاد عن المناطق المنخفضة وعدم المجازفة بعبور الطرقات التي قد تغمرها المياه خلال الساعات القادمة.

إنها الطبيعة حين تغضب، لكنها في ذات الوقت اختبار آخر للبنية التحتية ولجهود الطوارئ والاستجابة السريعة. فهل تمر العاصفة بسلام، أم أن الأيام القادمة تحمل معها فصولاً أخرى من الألم والمعاناة؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24