في قلب العاصمة الإيطالية روما، حيث تتشابك خيوط السياسة والاقتصاد، شهدت أروقة وزارة الخارجية الإيطالية لقاءً رفيع المستوى جمع بين المهندس “بالقاسم خليفة حفتر”، مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، ونائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الإيطالي “أنتونيو تاجاني”، في خطوة ترسم ملامح جديدة لشراكة استراتيجية بين البلدين.
لم يكن اللقاء مجرد اجتماع رسمي بروتوكولي، بل كان جسراً من النقاشات البناءة، حيث تركز الحديث على إعادة إحياء التعاون في مجالات التنمية والإعمار، خاصةً في القطاعات الحيوية التي تشكل العمود الفقري لأي دولة تنهض من ركام الأزمات. الصحة، التعليم، الزراعة، البنية التحتية، النقل والشحن الجوي، كلها ملفات تم طرحها بجدية لتكون جسور تواصل اقتصادي وتنموي بين طرابلس وروما.
وفي إطار طموح يترجم الكلمات إلى أفعال، تم الاتفاق على تشكيل لجان فنية متخصصة، تتولى مسؤولية متابعة تنفيذ المشروعات المتفق عليها، ووضع أطر تنفيذية واضحة لاستراتيجية العمل المشترك. فالتخطيط وحده لا يكفي، بل لا بد من آليات تنفيذية دقيقة تضمن تحول الأفكار إلى واقع ملموس ينعكس إيجاباً على المواطن الليبي.
ومن بين النقاط البارزة التي حظيت باهتمام خاص، مسألة إعادة تشغيل الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا، والتي تمثل خطوة حيوية لتعزيز الروابط الاقتصادية وتسهيل حركة الأفراد والتجارة بين البلدين.
هذا اللقاء ليس مجرد محطة عابرة، بل هو بداية لمرحلة جديدة من التعاون، حيث تمتد جسور الأمل بين ليبيا وإيطاليا، لترسم معالم مستقبل أكثر إشراقاً، تدعمه رؤية واضحة وإرادة سياسية واقتصادية جادة.