في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة الأمريكية، برزت تقارير إعلامية تشير إلى محادثات تجريها إدارة واشنطن مع عدد من الدول، من بينها ليبيا، بشأن استقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة. هذا الملف أثار حفيظة عضو مجلس الدولة، بلقاسم قزيط، الذي أعرب عن رفضه لهذا التوجه، مشددًا على أن ليبيا ليست في وضع يسمح لها بتحمل أعباء إضافية وسط الأزمات التي تعصف بها.
قزيط، في تصريحاته الصحفية، أبدى قلقه من أن هذه المحادثات – في حال صحتها – قد تشكل تهديدًا لمستقبل البلاد. وأوضح أن ليبيا تعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، ما يجعل من الصعب عليها تحمل مسؤوليات إضافية، خاصة فيما يتعلق بملف المهاجرين.
وأشار إلى أن واشنطن تبحث عن دول جديدة لترحيل المهاجرين إليها مقابل تقديم حوافز اقتصادية أو سياسية، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه التفاهمات المحتملة. كما لم يستبعد قزيط أن تكون هناك بالفعل مفاوضات سرية بين مسؤولين ليبيين والإدارة الأمريكية، رغم عدم وجود إعلان رسمي بهذا الشأن.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات الليبية المعنية حول هذه التقارير، مما يفتح الباب أمام التكهنات حول حقيقة هذه المباحثات ومدى جديتها. إلا أن الموقف الذي عبّر عنه قزيط يعكس قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية بشأن تداعيات أي اتفاق محتمل قد يفرض على البلاد التزامات جديدة في ظل ظروفها الراهنة.
