في جلسة استماع عقدت أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، سلط قائد القيادة الأميركية في إفريقيا “أفريكوم”، الجنرال مايكل لانجلي، الضوء على تطورات الوضع الأمني في ليبيا، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة دعم جهود إعادة بناء مؤسسة عسكرية موحدة خاضعة للسلطة المدنية، بما يضمن سيادة البلاد واستقرارها، ويكافح الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وأشار لانجلي إلى أن الانقسام القائم بين الأجهزة الأمنية في شرق وغرب ليبيا لا يزال يشكل عقبة كبيرة أمام جهود التنمية والاستقرار الوطنيين، معتبراً أن هذا الانقسام ينعكس أحياناً بشكل سلبي على استقرار أسواق الطاقة العالمية، التي تتأثر بدورها بالتقلبات السياسية والأمنية في الدولة الغنية بالنفط.
وأعرب المسؤول العسكري الأميركي عن قناعة بلاده بأن عملية إعادة التوحيد الوطني يجب أن تأتي من الداخل الليبي، إلا أنه أوضح أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساهمات محدودة ومستهدفة لتهيئة الظروف المواتية، في إطار استراتيجيتها لحماية مصالحها الإقليمية، وتعزيز استقرار شركائها وتحالفاتها في منطقة شمال إفريقيا.
وفي سياق متصل، شدد لانجلي على أن استمرار وجود جماعات مسلحة خارج نطاق القيادة المركزية يمثل عائقاً جوهرياً أمام عودة النظام الدستوري وتحقيق السلام الدائم، داعياً إلى ضرورة دمج هذه التشكيلات في قوة وطنية موحدة تحترم المعايير المهنية الدولية وسلسلة القيادة الرسمية.
واعتبر قائد “أفريكوم” أن وجود جيش ليبي موحد، مهني، ومنضبط، هو حجر الأساس في بناء ليبيا ذات السيادة، القادرة على حماية حدودها، وضمان أمنها الداخلي، ومواجهة التحديات العابرة للحدود، مع الحفاظ في ذات الوقت على مصالحها الإقليمية والدولية في ظل بيئة جيوسياسية متقلبة.
وفي ختام حديثه، أعاد لانجلي التأكيد على أن مهمة القيادة الأميركية في إفريقيا ستظل تتمحور حول التصدي للتهديدات الناشئة، وتعزيز الأمن الإقليمي، مع دعم الدول الشريكة، وفي مقدمتها ليبيا، على طريق إعادة البناء والاستقرار طويل الأمد.
