رست السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” في ميناء طرابلس، الأحد، ضمن زيارة رسمية شملت وفداً رفيع المستوى يترأسه نائب الأدميرال جيه تي أندرسون، قائد الأسطول السادس الأمريكي، والمبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال جيريمي برنت. وجاءت الزيارة، وفق بيان السفارة الأمريكية، لبحث “تعزيز التعاون الأمني ودعم وحدة ليبيا”، في وقت تشهد فيه البلاد انقساماً بين مؤسسات شرقها وغربها.
تفاصيل الزيارة وأهدافها
أكد البيان أن الوفد سيزور كلًا من طرابلس وبنغازي لتعزيز الحوار مع الأطراف الليبية حول “مواجهة التهديدات المشتركة وبناء جيش موحد”. وتزامنت الزيارة مع تصريحات للجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، الذي أشار إلى أن “التنافس بين الكيانات الأمنية الليبية يعيق الاستقرار ويؤثر على الأسواق العالمية”، معرباً عن استعداد واشنطن لدعم “خطوات تكاملية مدروسة”.
سياق الأزمة الليبية
تُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ أشهر، وتأتي في ظل تعثر جهود التوحيد بين الجيش الوطني في الشرق وقوات غرب ليبيا، رغم الدعوات الدولية المتكررة لإنهاء الانقسام. ومنذ سقوط نظام القذافي، ظلت ليبيا تعاني من صراعات مسلحة وتدخلات خارجية، ما جعل ملف الأمن الوطني أحد أعقد الملفات.
ردود الفعل والتحليلات
فيما رحب مسؤولون ليبيون بالزيارة باعتبارها “خطوة إيجابية”، حذر محللون من أن “الوجود الأمريكي قد يثير حساسيات محلية، خاصة مع تباين المواقف من الدور الدولي”. من جهته، أكد الجنرال لانغلي أن “أي دعم عسكري يجب أن يراعي السيادة الليبية”، مشدداً على أن “الحلول يجب أن تكون بقيادة ليبية”.
تبدو الزيارة محاولة لإنعاش الدور الأمريكي في ليبيا، لكن نجاحها مرهون بقدرة الأطراف الليبية على تجاوز خلافاتها. وبينما تُعَدُّ الخطوات الأمريكية “محدودة” حتى الآن، فإنها تفتح الباب أمام إمكانيات أوسع، قد تُحدث تحولاً في المشهد الأمني المتأزم.