شهدت مدينة الزاوية صباح الأربعاء موجة عنف دامية، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين أفراد من قبيلتي نصرات والغويل، مدعومين بعناصر مسلحة، في منطقة الركينة غرب المدينة. وفقاً لشهود عيان، بدأت الاشتباكات في الساعات الأولى من الفجر، واستخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، ما أدى إلى سقوط قذائف عشوائية على منازل المدنيين، وتسبب في مقتل الشاب محمد الشيباني، وإصابة آخرين بينهم معاذ أشكال وخالد الغويل الملقب بـ”البوب”.
تحولت الأحياء السكنية إلى ساحة حرب، حيث علقت عشرات العائلات داخل منازلها، وسط مخاوف من سقوط المزيد من الضحايا. وأطلق السكان نداءات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين هلال الأحمر الزاوية بالتدخل العاجل لإجلائهم. وقال أحد النازحين لـ”أخبار ليبيا 24″: “نحن محاصرون منذ ساعات.. الرصاص يتطاير من كل اتجاه!”
في غياب أي بيان رسمي من السلطات الأمنية، تداول نشطاء تسجيلات مصورة تظهر انتشاراً كثيفاً للمسلحين في شوارع المدينة، بينما حاولت فرق الإسعاف نقل الجرحى تحت تهديد الرصاص. وأكد مراقبون أن الاشتباكات تأتي في سياق صراع النفوذ بين الجماعات المسلحة، التي تتنافس على السيطرة في فراغ أمني متعمد.
هذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها في الزاوية، التي تشهد تصاعداً ملحوظاً في حدة العنف منذ أشهر، بسبب انهيار مفاوضات المصالحات القبلية وتراجع دور مؤسسات الدولة. ويرى محللون أن استمرار هذا المنحى يهدد بتحول المنطقة إلى بؤرة عدم استقرار دائمة، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الخوف من المجهول.