الوطن|متابعات
اعتبر المحلل السياسي الليبي أحمد العبود أن ما يحدث حاليًا من فبركات إعلامية وتضليل ممنهج يمثل مرحلة جديدة مما وصفه بـ”معركة الكرامة الثانية”، مشيرًا إلى أن الحملة الحالية تستهدف بالدرجة الأولى الفريق صدام حفتر، نتيجة لتحركاته الناجحة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكونه يمثل امتدادًا حقيقيًا للمؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكد العبود أن الفريق صدام استوعب جيدًا دروس الحملات السابقة التي استهدفت والده المشير حفتر، واستعد لها بوعي كامل، مضيفًا أن المؤسسة العسكرية تواجه منذ سنوات حربًا من التشويه والاغتيال المعنوي.
وفي ما يخص المواد الإعلامية التي انتشرت مؤخرًا، أشار العبود إلى أن ما تم تداوله من فيديوهات وصور، إلى جانب تقارير صحفية مشبوهة ومواقع وصفها بـ”المخابراتية الرخيصة”، لا يمكن الحكم عليها دون تقييم فني مختص، وإن كانت المؤشرات العامة ترجح أن الفبركة تمت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي أصبحت تجعل من التزوير والتضليل عملية يسيرة.
واتهم العبود حكومة عبد الحميد الدبيبة، وتحديدًا وزير الدولة للإعلام وليد اللافي، بالوقوف خلف ما وصفه بـ”السردية الكاذبة المصطنعة”، مؤكدًا أن التمهيد لهذه الحملة بدأ مبكرًا عبر لقاءات الدبيبة مع خبراء الذكاء الاصطناعي، والتصريحات الموجهة، فضلًا عن الرسالة التي بعث بها إلى رئيس مجلس النواب والتي اختتمها بتلميح إلى مصير النائب إبراهيم الدرسي، إلى جانب ما سبق الجلسة المرتقبة من تهديدات موجهة إلى نواب المنطقة الغربية.
وأشار العبود إلى أن هذا التصعيد الإعلامي لا ينفصل عن توجهات بعض أطراف المجلس الرئاسي، ولا يُستبعد – حسب وصفه – أن يصل إلى حدّ التلويح بحل مجلسي النواب والدولة ضمن “نظرية هدم المعبد على الجميع”.
كما أبدى العبود استغرابه من التغطية الطويلة التي قدّمتها قنوات إعلامية تابعة لتيار اللافي ودوغة، والتي استمرت لأكثر من أربع ساعات، وشهدت مشاركة واسعة من شخصيات معروفة بعدائها للقيادة العامة، حيث لم تغب أي جهة معارضة عن المشهد، وتم توجيه الاتهامات المباشرة إلى القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، الفريق صدام، المستشار عقيلة صالح، مجلس النواب، حكومة أسامة حماد، بل وحتى الحاضنة الاجتماعية المؤيدة للمؤسسة العسكرية.
ورأى العبود أن هذا التركيز الممنهج على الفريق صدام حفتر دليل على “أزمة حقيقية” يعيشها هذا التيار، مع اقتراب رياح التغيير والمحاسبة، بحسب تعبيره.
وختم العبود مقاله بالإشادة بالعمل الذي قام به الفريق صدام حفتر خلال السنوات الماضية، معتبرًا أن نجاحاته في الداخل والخارج لم تكن ممكنة لولا الدعم الكبير من المشير خليفة حفتر، والموقع المتماسك الذي تحتله المؤسسة العسكرية اليوم في المعادلة الليبية.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا