جدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، موقف بلاده الثابت والداعم لوحدة واستقرار الدولة الليبية، مؤكدًا أن العراق يقف إلى جانب ليبيا في سعيها للخروج من أزمتها السياسية والأمنية، وداعمًا لكل الجهود التي ترمي إلى بناء حل شامل عبر الحوار الوطني.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين التي انطلقت اليوم السبت في العاصمة بغداد، شدد السوداني على أن “رابط الأخوّة” بين ليبيا والعراق يستدعي موقفًا عربيًّا موحدًا ينحاز لمبدأ الحل السياسي، وينأى عن التدخلات السلبية التي تزيد من تعقيد المشهد الليبي.
وأشار السوداني إلى أهمية أن يرتكز أي مسار لحل الأزمة الليبية على حوار شامل بين جميع الفرقاء الليبيين، بعيدًا عن الإقصاء أو التغليب القسري لطرف على آخر. وقال إن “الاستقرار في ليبيا ليس شأنًا ليبيًا داخليًا فحسب، بل هو ضرورة للأمن العربي المشترك”.
كما ثمّن السوداني الخطوات الإيجابية الرامية إلى تسوية النزاعات في المنطقة، داعيًا إلى عدم ترك ليبيا وحيدة في مواجهة التحديات السياسية والانقسام المؤسسي، مطالبًا بمساندة كل مبادرة تستند إلى السيادة الليبية الكاملة ورفض أي حلول مفروضة من الخارج.
في معرض حديثه عن الأزمات المتعددة التي تعانيها دول عربية، وضع السوداني الملف الليبي في سياق أشمل يتعلّق بترابط الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن “الاستقرار في ليبيا سينعكس إيجابًا على دول الجوار والمنطقة ككل، ويجب أن يكون جزءًا من رؤية جماعية تحترم تطلعات الشعوب وتدعم آليات العمل المؤسسي العربي”.
وأكد أن العراق، من موقعه، لن يتردد في دعم مسارات التهدئة والتسوية في ليبيا، داعيًا إلى شراكة عربية حقيقية تُعلي من صوت الحكمة وتتبنى نهجًا إصلاحيًا ينهي الفوضى ويفتح الطريق أمام استعادة الدولة الوطنية.
