في أول تعليق رسمي له عقب الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، وصف وزير الاستثمار في الحكومة الليبية، علي السعيدي القايدي، ما جرى في العاصمة بالجريمة السياسية والجنائية، محمّلاً رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مسؤولية ما جرى، ومؤكداً سقوطه سياسيا وأخلاقيا.
وفي تصريحات خاصة لـ وكالة أخبار ليبيا 24 قال الوزير السعيدي إن “نسأل الله السلامة لأهلي في طرابلس، في كل مدن وقرى وضواحي طرابلس الكبرى ومحيطها وكل المدن الليبية، ما حصل في طرابلس هو جريمة ذات أركان جنائية وسياسية، والخاسر الأول هو الوطن، كما أن الخاسر الأول أيضًا هو الشعب”.
وأضاف أن “ما قام به عبد الحميد الدبيبة من اغتيال المرحوم غنيوة الككّي هو جريمة لا يُغفر لها في القانون، وهي جريمة جنائية كاملة الأركان، وكان هناك اعتراف ضمني ورسمي من الدبيبة بأنه يقف وراء هذه العملية، لأنه دائماً يدّعي أن حكومته تملك سلطة قوية على الأرض، فلو كان كذلك فعلاً، لكان من الأجدر به أن يُحيل الأمر إلى القضاء والعدالة، ويطالب بامتثال المرحوم الككّي عبر دعوى رسمية عن طريق القضاء أو النائب العام”.
“الدبيبة أيضًا أجهض الحوار السياسي، وانقلب عليه، رغم تعهده بألا يكون طرفًا في أي مراحل سياسية قادمة، لكنه نكث عهوده وتناساها. لا يملك عبد الحميد الدبيبة أخلاقًا مهنية ولا أدبية، ولا يتحلى بأي قيم أخلاقية”.
وأوضح أن “الشارع في مدينة طرابلس، أمّ الليبيين، قد انتفض، وهذا ما كنتُ أنادي به أنا، علي السعيدي، النائب، منذ الأمس، حيث طالبتُ أهل طرابلس الكبرى بالعصيان المدني لإسقاط كل الأسماء التي جثمت على صدور أهلي في ليبيا، لكن للأسف لم أجد من يستمع لهذا النداء، رغم أنني كررته مرارا وتكرارا في قنواتنا”.
وأكد الوزير الليبي أن “اليوم، عبد الحميد الدبيبة قد سقط سياسيا، وقبل ذلك كان قد سقط أخلاقيا منذ العام 2020، إبان الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.
وطالب “ما أتمناه من أهلي في طرابلس هو الاستمرار في العصيان المدني السلمي دون المساس بأي مصلحة خاصة أو عامة، لأن هذه الممتلكات تخص كل الليبيين، وأتمنى منهم الحفاظ عليها يجب الاستمرار في العصيان حتى يسقط معبد الدبيبة، كما أسميه اليوم”.
وأعتبر أن “هذا الرجل لا يملك أخلاقا، ولا يعرف حدا لتجاوزه، وهو غارق في الفساد والرشوة، ويعتمد على مجموعات مصلحية تعتقد أن القوة هي السبيل الوحيد للحكم من يعتمد على القوة فقط، فهو فاشل، فاشل، فاشل”.
وأضاف “أترحم على أرواح الشهداء الأبرياء الذين سقطوا في غوط الباطل دون أي مبرر، وأسأل الله أن يلمّ شمل ليبيا شرقا وغربا وجنوبا في أقرب وقت”.
وطالب “أتمنى من الوزراء الذين لا زالوا باقين معه أن ينسحبوا، ويحفظوا ماء وجوههم أمام أهليهم وناسهم ومدنهم، فهذا هو السبيل الوحيد اليوم لسحب بساط القوة من هذا المعتوه، هذا المجنون”.
وختم حديثه بالقول “أكرر دعوتي لأهلي في طرابلس بالاستمرار في العصيان المدني حتى إنهاء حكم عبد الحميد الدبيبة، ويجب أن يُطالب هذا الشخص من النائب العام، ومن أهالي طرابلس، بمحاكمته محاكمة عادلة”.