زيارة مفاجئة تفتح باب التساؤلات حول النفوذ التركي ومساعي التهدئة
وصل نائب رئيس جهاز الاستخبارات التركي، جمال الدين تشاليك، إلى طرابلس، في زيارة مفاجئة تعد الأولى من نوعها لمسؤول أجنبي رفيع منذ اندلاع موجة التوترات الأمنية التي هزّت العاصمة خلال الأسابيع الأخيرة. الزيارة، التي لم يُعلن عنها مسبقًا، أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية، نظرًا لتوقيتها الحساس وتزامنها مع محاولات محلية ودولية لإعادة فرض الهدوء.
بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية، ورصدته وكالة أخبار ليبيا 24 أجرى المسؤول التركي سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في حكومة الدبية منتهية الولاية وقيادات عسكرية نافذة في طرابلس، دون الكشف عن تفاصيل تلك الاجتماعات أو طبيعة الملفات التي تم تناولها. إلا أن مصادر مطلعة رجّحت أن تتركز المباحثات على تثبيت وقف إطلاق النار، ومتابعة تنفيذ الترتيبات الأمنية التي أقرها المجلس الرئاسي مؤخراً.
وتأتي هذه الزيارة في سياق الدعم التركي المستمر للحكومة منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وفي وقت تتعرض فيه هذه الحكومة لانتقادات متزايدة من مختلف الأطراف السياسية، على خلفية تدهور الوضع الأمني في العاصمة واحتجاجات شعبية تطالب برحيلها.
شهدت طرابلس خلال الأيام الماضية تصعيدًا خطيرًا في المواجهات المسلحة بين مجموعات تابعة لجهاز الردع من جهة، واللواء 444 و111 التابعين لوزارة الدفاع من جهة أخرى، وذلك بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار، في حادثة وقعت داخل مقر اللواء 444. الحادثة التي لا تزال تفاصيلها غامضة، فجّرت اشتباكات عنيفة في محاور متعددة من العاصمة، وأدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين.
وتزامنت تلك المواجهات مع خروج مظاهرات غاضبة في مناطق مختلفة من طرابلس، نددت بسوء إدارة الملف الأمني وطالبت برحيل حكومة الدبيبة، معتبرة أن الحكومة لم تعد قادرة على السيطرة على الوضع، وأنها تجاوزت المدة الزمنية المحددة لها وفق اتفاق جنيف الموقع في عام 2020.
في مواجهة هذه التطورات، أعلن المجلس الرئاسي عن آلية جديدة لتثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الأمن داخل العاصمة، شملت ترتيبات تتعلق بإعادة انتشار بعض التشكيلات المسلحة وإبعادها
