اتهم وكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، الحكومة منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بأنها “الأكثر فساداً في تاريخ ليبيا وربما في تاريخ البشرية”، موضحاً أن حجم الإيقافات والأحكام القضائية ضد وزرائها يعكس حجم الانهيار الأخلاقي والمؤسسي داخل هذه الحكومة، التي وصفها بـ”منتهية الولاية وعديمة الشرعية”.
وقال الصغير في سلسلة منشورات عبر صفحته على “فيسبوك” رصدتها “أخبار ليبيا 24”، إن حكومة الدبيبة فقدت كل أدواتها السياسية والقانونية، ولا تملك أي قاعدة انتخابية أو شرعية قانونية تخولها الاستمرار في الحكم، مشدداً على أن محاولات فرض أمر واقع بقوة المال السياسي أو التحالفات المؤقتة داخل طرابلس لن تصمد أمام الإرادة الشعبية أو المسارات الأممية.
وأشار إلى أن ما تبقى من نفوذ الحكومة يتمثل في “كيلومترات محدودة” داخل العاصمة، وسط فقدانها للسيطرة على أهم المنافذ الحيوية، من مطارات وموانئ ومصافي النفط.
وانتقد الصغير بشدة الأصوات التي تدعو لإشراك المجلس الرئاسي الحالي بقيادة محمد المنفي في أي تسوية سياسية قادمة، قائلاً: “أي محاولة لإقحام المنفي ومجلسه تمثل التفافاً على المسار الأممي وخروجاً عن التوصيات الدولية، فهؤلاء لا يملكون شيئاً ولا يمثلون أحداً”.
وأضاف أن المجلس الرئاسي بات عاجزاً حتى عن حماية مقراته أو السيطرة على المؤسسات الأمنية التي يفترض أن تتبعه، مستدلاً باغتيالات وهجمات طالت أجهزة تابعة له دون أن يكون له أي رد فعل مؤثر.
وحذر الصغير من تحركات عسكرية قد يقدم عليها الدبيبة خلال الساعات أو الأيام القادمة، قائلاً إن رئيس الحكومة يسعى لإعادة ترتيب أوراقه من خلال محاولات للسيطرة على جهاز الردع أو تحييد بعض القوى المسلحة في المنطقة الغربية.
لكنه أكد أن هذه المغامرة محفوفة بالفشل ما لم تنجح مصراتة، المدينة التي ينتمي إليها الدبيبة، في التوحد خلفه عسكرياً وسياسياً، وهو أمر “بعيد المنال” بحسب تعبيره.
وتطرق الصغير إلى ما سماه بـ”مسرحية تفكيك الميليشيات”، قائلاً إن ما يروج له الدبيبة من سيطرة القوات المشتركة على مقرات بعض التشكيلات المسلحة، هو مجرد تبادل مواقع لا أكثر، مستشهداً بتحركات في أبو سليم وغريان والخمس، حيث تم تسليم مقرات تابعة لغنيوة إلى جهات أخرى ضمن المنظومة الأمنية ذاتها.
واعتبر أن هذا النهج لا يفضي إلى تفكيك حقيقي للميليشيات، بل هو إعادة توزيع للنفوذ على أسس ولاءات سياسية متغيرة.
وفي رسالة لاذعة وجهها إلى القيادي الأمني محمود حمزة، قال الصغير إن الأخير يحاول تصدير نفسه كبديل شرعي من خلال مهاجمة خصومه وترويج إنجازات وهمية، بينما الواقع يقول إنه فقد السيطرة حتى على محيطه الجغرافي والاجتماعي، متّهماً إياه بتكرار ممارسات غريمه غنيوة، بما في ذلك “الاغتيالات الغادرة دون قتال”.
وختم الصغير بتفنيد ما يتم تداوله بشأن “كتائب ثوار مصراتة”، مؤكداً أن هذه التسمية لا وجود لها فعلياً، وأن من يصدر البيانات باسمها هم أفراد ضمن القوى الإعلامية الموالية للدبيبة، متحدياً أي جهة أن تظهر ببيان مصور تعلن فيه مسؤوليتها عن تلك التصريحات.
وقال إن مواقف القوى داخل مصراتة واضحة، والمتحالفون مع الدبيبة معروفون بالأسماء، وكذلك معارضوه.