عقد آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة الجويلي، اجتماعًا مطولًا بمدينة الزنتان مع مبعوثة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني خوري، لمناقشة التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد، وفي مقدمتها ملف الحكومة الموحدة، ونتائج اللجنة الاستشارية، والتدهور الأمني في طرابلس.
وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء، رصدتها “أخبار ليبيا 24” شدد الجويلي على أن توحيد المؤسسات الليبية بات ضرورة وطنية عاجلة، مؤكدًا أن استمرار الانقسام السياسي والإداري هو المحرك الأساسي لحالة الفوضى والاقتتال التي تتكرر في العاصمة طرابلس. وأوضح أن اللقاء مع خوري كان مناسبة لتبادل وجهات النظر حول مآلات العملية السياسية، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا على ضرورة التعجيل بتشكيل سلطة تنفيذية موحدة قادرة على فرض الاستقرار وتجاوز مرحلة الانقسام.
وحول الأوضاع الميدانية، أبدى الجويلي قلقه العميق من استمرار الاشتباكات المسلحة في طرابلس، والتي قال إنها باتت تُهدد السلم الاجتماعي وتُكرس واقع الانفلات. كما أشار إلى أن مناقشات اللجنة الاستشارية يجب أن تُواكبها تحركات ميدانية عاجلة تعالج جذور الأزمة الأمنية، لافتًا إلى أن بعض الخطط الأمنية التي جرى اقتراحها منذ عام 2018 لم تُفعل بالشكل المطلوب، مما فاقم من هشاشة الوضع.
كما لفت الجويلي إلى أهمية حشد دعم شعبي حقيقي لنتائج لجنة الحوار، مشددًا على أن العملية السياسية لن تنجح دون غطاء شعبي واسع. ودعا الأطراف الدولية والمحلية إلى تبني خطاب واقعي يعترف بجذور الأزمة ويعمل على تفكيكها، لا الاكتفاء بالحلول الشكلية.
وختم الجويلي تصريحه بالتأكيد على أن الأمل ما زال قائمًا للخروج من النفق الحالي، شرط توفر الإرادة السياسية الصادقة والقرار الوطني الموحد.