ليبيا الان

هل تصريحات تيتيه تمهّد لـ “إبقاء الدبيبة” وإجهاض المظاهرات؟

العنوان
في مقابلة متلفزة مع قناة “الحدث” يوم الخميس 22 مايو 2025، أدلت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، بجملة من التصريحات، التي تتقاطع بشكل مباشر مع اللحظة السياسية الحساسة التي تمر بها ليبيا، وخصوصًا العاصمة طرابلس، التي تتحضّر اليوم لمظاهرات شعبية واسعة للمطالبة بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية.

من أبرز ما جاء في تصريحات المبعوثة الأممية، هو أن “الاعتراف الدولي” لا يزال قائمًا بـ “حكومة الوحدة”، رغم الإقرار بـ “انتهاء ولايتها وتراجع شعبيتها”، كما أن التلميح بعدم شرعية “الحكومة الليبية” المعينة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، يعد محاولة لرفض أي بديل يرسخ الانقسام.

تصريحات تيتيه جاءت قبل أقل من 48 ساعة على مظاهرات مرتقبة اليوم الجمعة في طرابلس، وهو توقيت شديد الحساسية، ويجعل من الطبيعي طرح التساؤل: هل كانت التصريحات محاولة لإجهاض الحراك الشعبي أو الحد من تأثيره؟

لن يأتي من الشارع!!

إن تأكيد تيتيه الاعتراف الدولي بحكومة الوحدة رغم كل المآخذ، يُعد -وفق مراقبين- رسالة ضمنية للمتظاهرين بأن “تغيير الحكومة” لن يأتي من الشارع.

ويرى المراقبون أن إبراز خطر الانقسام عبر رفض الاعتراف الكامل بالحكومة في الشرق، يوظف ورقة “الوحدة الوطنية” كـ “قيمة عُليا” تبرّر الإبقاء على الأمر الواقع.

كما رأوا أن الدعوة لمشاورات وتوافق في هذا التوقيت توحي بأن أي تصعيد شعبي أو ضغط جماهيري قد يُعتبر “إجراءً أحاديًا”، ما يضعه في خانة “السلوك غير البناء” في نظر المجتمع الدولي.

تيتيه لم تدافع بشكل صريح عن حكومة الدبيبة، بل أقرّت بأنها “تجاوزت مدتها وتواجه رفضًا شعبيًا”، لكن في الوقت نفسه جاءت تصريحاتها متسقة مع الخطاب الأممي المعروف الذي يفضل الحوار والمؤسسات على تغيير الشارع.

التحليل السياسي: بين الواقعية والدبلوماسية الوقائية

تبدو تصريحات تيتيه مزيجًا من الواقعية السياسية (الاعتراف بفشل الحكومة من ناحية الشعبية والشرعية الزمنية) والدبلوماسية الوقائية (محاولة احتواء الموقف قبل أن ينفلت).

تيتيه في تصريحاتها، لم تهاجم المتظاهرين المحتملين، لكنها لم تمنحهم أيضًا أي شرعية ضمنية، ما يمكن اعتباره محاولة “ناعمة” لتثبيط الحراك، من خلال التلميح بأن أي خطوات خارج التوافق ستكون “ضد المصلحة الوطنية”.

المراقبون رأوا أن تصريحات تيتيه لا ترقى إلى كونها “محاولة صريحة لإجهاض المظاهرات”، لكنها تحمل بوضوح رسالة موجهة إلى الشارع مفادها أن “التحرك الأحادي” لن يجد قبولًا دوليًا.

وهذا بحد ذاته قد يُفسَّر كجزء من استراتيجية دبلوماسية لتبريد الشارع، أو ما يُعرف بـ”الدعوة للتهدئة تحت سقف الأمر الواقع”.

 

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة العنوان الليبية