ليبيا الان

تيته: ليبيا عند مفترق حاسم ومسار الانتخابات بحاجة إلى توافق  

العنوان 

قدّمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيته، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي حول آخر تطورات الوضع في ليبيا، مشيرة إلى أن البلاد تمر بمنعطف حاسم يتطلب توافقًا سياسيًا حقيقيًا ودعمًا دوليًا متماسكًا لإنجاح العملية السياسية. 

وأشارت تيته إلى عقد اجتماع لجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا في برلين يوم 20 يونيو، لأول مرة منذ أربع سنوات، بمشاركة 19 دولة و3 منظمات إقليمية، واصفة اللقاء بأنه خطوة مهمة لإحياء التنسيق الدولي. 

وركّز الاجتماع على دعم جهود الأمم المتحدة في التهدئة السياسية وتعزيز مسارات العمل المشترك في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد وحقوق الإنسان. 

وفيما يتعلق بالوضع الأمني، لفتت تيته إلى أن بعثة الأمم المتحدة كثفت تواصلها مع مختلف الأطراف الليبية بعد اشتباكات طرابلس في مايو، وساهمت في دعم تأسيس لجنتين برعاية المجلس الرئاسي، لجنة الهدنة ولجنة الترتيبات الأمنية والعسكرية المؤقتة، لضمان تثبيت التهدئة وتنظيم القوات. 

وأكدت المبعوثة الأممية، أن نشر قوات فض الاشتباك ساهم في تهدئة الأوضاع، رغم استمرار هشاشة الهدنة وصعوبة التنبؤ بالتطورات المقبلة. 

وأعربت تيته عن قلقها البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في منطقة أبو سليم، بما في ذلك العثور على مقابر جماعية وأدلة تشير إلى عمليات قتل خارج القانون وتعذيب واختفاء قسري، محمّلة مسؤولية ذلك لأطراف أمنية تابعة للدولة. 

وشددت المبعوثة الأممية، على ضرورة وجود آلية مستقلة للتحقيق وتحقيق العدالة والمساءلة. 

وحذّرت من تصاعد الخطاب التحريضي والتجييش الإعلامي في غرب البلاد، وانتشار السلاح في مناطق مأهولة، مما يزيد من خطر التصعيد، مشيرة إلى مخاوف من أن تمتد تداعيات التوتر إلى مناطق أخرى وتهدد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020. 

سياسيًا، أكدت تيته أن الاستياء الشعبي من طول المرحلة الانتقالية دفع البعثة إلى إطلاق مشاورات وطنية واسعة حول خارطة طريق سياسية جديدة، استنادًا إلى خيارات طرحتها اللجنة الاستشارية، وذلك بمشاركة فئات مختلفة من المجتمع الليبي في عدة مدن، كما أُطلق استطلاع رأي عام عبر الإنترنت لجمع آراء المواطنين. 

وأوضحت أن خلاصة هذه المشاورات ستُبنى عليها خارطة طريق توافقية، تهدف إلى إجراء انتخابات وطنية وتوحيد المؤسسات. 

وفي الشأن الاقتصادي، نبّهت تيته إلى تراجع سعر صرف الدينار الليبي بنحو 16% خلال الأشهر الماضية، وسط استمرار الانقسام المؤسسي، وغياب ميزانية موحدة، مؤكدة على ضرورة وضع ميزانية قانونية متوازنة وشفافة. 

كما دعت إلى استئناف العمليات الإنسانية التي تعطلت بفعل النزاع الأخير، خاصة في طرابلس، مشيدة بدور المنظمات غير الحكومية في دعم الفئات الضعيفة، وأكدت أهمية تسهيل عملها. 

وفي ختام إحاطتها، شددت تيته على أن البعثة تعمل على تقديم خارطة طريق سياسية وزمنية واضحة، تعكس إرادة الليبيين في إنهاء المرحلة الانتقالية وتحقيق التغيير الحقيقي، داعية مجلس الأمن إلى دعم هذه الجهود، واتخاذ موقف واضح تجاه الجهات التي تعرقل العملية السياسية أو تحرض على العنف. 

وأعربت عن تفاؤلها بردود الفعل الإيجابية التي تلقتها البعثة من مختلف الأطراف، مؤكدة أن نجاح المسار السياسي يتطلب حسن النية والتوافق والشراكة الفعالة بين الليبيين والمجتمع الدولي. 

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة العنوان الليبية