العنوان-طرابلس
أدان المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة والنواحي الأربع بشدة مقتل الناشط عبد المنعم المريمي، نجل شقيق أبوعجيلة المريمي، واصفًا الواقعة بأنها جريمة بشعة وغامضة هزّت الضمير الليبي، ومطالبًا بمحاسبة جميع المتورطين فيها وتقديمهم إلى العدالة دون تأخير.
وفي بيان رسمي صدر عن المجلس، أعرب أعضاؤه عن حزنهم العميق إثر تلقيهم نبأ مقتل الشاب المعروف بمواقفه الجريئة في مواجهة الفساد والاستبداد، معتبرين ما حدث نوعًا من الإرهاب الممنهج الذي يستهدف إسكات الأصوات الحرة وإرهاب الشارع الليبي. كما حمّل البيان الجهات الأمنية التابعة للحكومة المسؤولية الكاملة عن طريقة توقيف واحتجاز المريمي، مؤكدًا أن ما جرى هو نتيجة مباشرة لسوء المعاملة والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان.
وأكد المجلس أنه مستمر في حراكه السلمي دفاعًا عن حرية الوطن وكرامة المواطن، معلنًا رفضه لكل أشكال التهديد والقمع، حتى وإن كلفهم ذلك أرواحهم.
وعقب إعلان وفاة المريمي، اندلعت موجة من الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في العاصمة طرابلس، حيث قام محتجون بإغلاق شوارع رئيسية في مناطق مثل تاجوراء، عين زارة، سيدي المصري، الدهماني، السراج وراس حسن، معبرين عن غضبهم مما وصفوه بـ”الاعتقال التعسفي” للناشط الراحل.
كما شهد ميدان الجزائر وسط العاصمة تجمعًا لعشرات المواطنين الذين طالبوا بفتح تحقيق شفاف في القضية، في حين توجه عدد من المحتجين إلى مكتب النائب العام مطالبين باتخاذ إجراءات قانونية فورية بحق رئيس الحكومة.
ولم تقتصر التظاهرات على العاصمة، حيث شهدت مدينة الزاوية احتجاجات مماثلة تخللها إغلاق للطريق الساحلي وإشعال إطارات السيارات، في تصعيد واضح للمطالبة بالمحاسبة.
من جهته، أصدر مكتب النائب العام بيانًا فجر الجمعة، كشف فيه أن عبد المنعم المريمي تعرّض لإصابة بعد خضوعه للتحقيق أثناء احتجازه من قبل جهاز الأمن الداخلي، الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى.
وأوضح البيان أن النيابة كانت قد تسلمت من الجهاز أوراقًا تتعلق بالتحقيقات بشأن وقائع منسوبة إلى المريمي، وأجرت استجوابه قبل أن تقرر الإفراج عنه، وأثناء انتظاره لحضور ذويه من أجل استلامه، حاول الخروج وقفز عبر أحد الفراغات وصولًا إلى الطابق الأرضي، ما أدى إلى إصابته بجروح استوجبت نقله للعلاج.
وأكد البيان أن النيابة العامة شاهدت تسجيلات كاميرات المراقبة المتعلقة بالواقعة، وانتقلت إلى المستشفى للوقوف على حالته وسماع أقوال الحاضرين، في إطار استكمال التحقيقات، ولا تزال القضية تثير حالة من الغضب والجدل في الشارع الليبي، وسط دعوات واسعة لشفافية كاملة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في ملابسات الحادث.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا